أخرجه الطبراني في الكبير، والضياء في المختارة من طريق سلمة بن كهيل، عن أبي الطفيل وهما من رجال الصحيح؛ قال: وأخرجه أبو نعيم في الحلية وغيره من حديث زيد بن الحسن الأنماطي، وقد حسنه الترمذي.
إلى قوله: عن حذيفة وحده من غير شك به. انتهى من الجواهر.
وأخرج هذه الخطبة الشريفة إمام الحفاظ، وعالم الشيعة، أبو العباس، أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني الكوفي، المعروف بابن عقدة - رضي الله عنه - مع اختلاف يسير في اللفظ، عن عامر بن ليلى بن ضمرة وحذيفة بن أسيد؛ وفيها: ثم قال: ((أيها الناس، ألا تسمعون؟ ألا فإن الله مولاي وأنا أولى بكم من أنفسكم، ألا ومن كنت مولاه فهذا مولاه))، وأخذ بيد علي ورفعها حتى عرفه القوم أجمعون ثم قال: ((اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه))، ثم قال: ((ألا أيها الناس، أنا فرطكم، وإنكم واردون علي الحوض أعرض ممابين بصرى وصنعاء، فيه عدد نجوم السماء قدحان من فضة؛ ألا وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما حتى تلقوني)).
إلى قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ((ألا وعترتي؛ فإني قد نبأني اللطيف الخبير أن لايفترقا حتى يلقياني، وسألت ربي لهم ذلك، فأعطاني، فلا تسبوهم فتهلكوا ولاتعلموهم فهم أعلم منكم)).
قال في الجواهر: أخرجه ابن عقدة في الموالاة من طريق عبدالله بن سنان، عن أبي الطفيل، عنهما، به، انتهى.
ومن أتم الروايات فيها رواية الكامل المنير.
ولهذه الخطبة العظمى، والحجة الكبرى، طرق جمة، قد جمعها حفاظ الأمة، وأعلام الأئمة، مابين مطولة ومختصرة.
نعم، وما روي في بعض طرقها من قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ((فإنه لم يكن لنبي من العمر)) إلخ يمكن حمله على أوجه كثيرة لاإشكال معها؛ منها: أن يكون المقصود الأنبياء المرسلين بالكتب الجامعة.
أو أولي الدعوات العامة.
أو من بعث على فترة.
أو من في رؤس القرون.
Página 49