Destellos de Luces
لوامع الأنوار
Géneros
قال في الدلائل: ولم يكن قاله النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرة؛ بل مرات، فلهذا في لفظ بعضه: ((ومن تأخر عنها هلك)) وفي بعضها: ((ومن تركها غرق)) وفي بعضها: ((ومن ركبها نجا، ومن تعلق بها فاز، ومن تخلف عنها زخ في النار)) وفي بعضها زيادة: ((ومن قاتلنا آخر الزمان فكأنما قاتل مع الدجال)) يعني: من قاتلنا في كل زمان. /95 قال في صحاح الجوهري: وقولهم: لاأفعله آخر الليالي أي: أبدا، انتهى باختصار.
وقد وضح البرهان، بما ورد في أهل بيت النبوة على أبلغ البيان،
من وجوب التمسك بهم، وقصر النجاة على ركوب سفينتهم، وأنهم قرناء القرآن، وحجة الله في كل زمان.
[الكلام على خبر المنزلة مخرجوه تواتره]
هذا، وقد نزل الله سيد الوصيين، وأخا سيد النبيين، من ابن عمه سيد المرسلين، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين بمنزلة نفسه كما نطق به الذكر المبين، وبمنزلة هارون من موسى، على لسان المصطفى، - صلى الله عليه وآله وسلم -، كما تواترت به الأخبار عند جميع المسلمين، وهو قوله صلوات الله عليه وعلى آله وسلامه : ((أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي)) هكذا رواه الإمام الأعظم زيد بن علي بن الحسين بن علي عن آبائه صلوات الله عليهم .
وقال الإمام الهادي إلى الحق القويم، يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم - عليهم الصلاة والتسليم -: وفيه يقول صلى الله عليه وآله وسلم : ((علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لانبي بعدي))، وفي ذلك دليل على أنه قد أوجب له ماكان يجب لهارون مع موسى، ماخلا النبوة؛ وهارون - صلوات الله عليه - فقد كان يستحق مقام موسى، وكان شريكه في كل أمره، وكان أولى الناس بمقامه، إلى آخر كلامه.
وآل محمد صلوات الله عليهم من قبل الإمامين الأعظمين ومن بعدهما وما بينهما، مجمعون على ذلك، محتجون بما هنالك.
وأما سائر فرق الأمة، فقال الإمام الحجة، المنصور بالله عبدالله بن حمزة (ع): فيه من الكتب /96 المشهورة عند المخالفين أربعون إسنادا، من غير رواية الشيعة، وأهل البيت. انتهى.
Página 96