============================================================
لطائف المنن لى: شر الوسواس وسواس يدخل بيتك وبين حبيبك، ينسيك الطاقة الحنة ويذكرك أفعالك اليئة ، ويقبل عندك ذات اليمين ويكثر عندك ذات الشعال ليعدل بك عند حسن الظن بالله ورسوله إلى سوه الظن بالله ورسوله، فاحذر هذا الباب، فقد أخذ منه كثير من الزهاد والعباد وأهل الجد والاجتهاد، ولذلك قل أن تجد الزاهد والعابد لامكمودا حزينا لأنه علم أن الله طالبه بالعبودية وحمله أعياءها وألزمه ما أشفقت السموات والأرض والجبال من حمله، قال الله تعالى { إنا عرضنا الأمانة عليى السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الأنسان إنه كان ظلوما جهولا )(1) فعاين الزهاد ثقل ما حملوه ولم ينفذوا إلى شهود لطف الله الحامل للأثقال عن عباده المتوكلين عليه، فلذلك لزمهم الكمد واستولى عليهم الحزن وأهل المعرفة، بالله علموا أنهم حملوا من التكليف امرأ عظيما، وعلموا ضعفهم عن حمله والقيام به متى وكلوا إلى نقوسهم قال الله سبحانه وتعالى ((وخلق الإنسان ضعيفا)(2) وعلموا أنهم إذا رجعوا إلى الله حمل عنهم ما حملهم، قال الله سبحانه وتعالى (ومن يتوكل على الله فهو حتبة34.
فرجعوا إليه بصدق الرجعى فحمل الأثقال عنهم فساروا إلى الله محمولين فى محفات المنن عليهم بنفحات اللطف والآخرون ساروا إلى الله لأثقال التكاليف حاملين تلازمهم المشقات وتطول بهم المسافات فاذا شاء أدركهم بلطفه فأخذ بأيديهم من شهود معاملتهم إلى شهود سابق توفيقه لهم فطابت لهم الأوقات وأشرقت فيهم العنايات.
واما القسم الثالث وهم الذين مصع الله بشهود ما من الله إلى الله، فهؤلاء هم أهل التوحيد والداخلون إلى ميادين التفريد رأوا أهل القسم الأول، وهم الذين غلب عليهم شهور ما منهم إلى الله لم يخرجوا عن باطن الشرك وإن خرجوا عن ظاهره لأنهم أقبلوا على أتفهم موبخين لها شاهدين لتقصيرهم واساءتهم، فلو لم يشهدوا الفعل لها أو منها ما توجهوا لها بالتوبيخ إذا قصرت فلذلك قال ذلك العارف الذى سبق قول: لا يخلوا شهود التقصير من الشرك فى التقدير، فإن قلت إذا كان توبيخ النفس وذمها يستلزم دقيقة شرك فكيف تصنع؟ والله قل ذم النفس وأمرنا بتوبيخي إذا قصرت ووبخها هو إذا كانت كذلك.
فالجواب: أن ذمها لأن الله تعالى أمرك بذمها من غيز أن تشهد لها قدرة أو تضيف اليها فعلا تراها مى الفاعلة له، وأما القسم التانى وهو الذى بشهود ما من الله إليه: فهو ()) (الأحزاب: 72)
Página 138