============================================================
مكتبة القاهرة المعارضة، ولا ينهض القائم حينيذ إلا قوة إيماته ووفور بقائه، فلذلك قال رسول الله *ل الحديث السايق، يريد الرسول لأنهم قاموا بأمر الله فى بلاده وعباده حيث تقاعدت همم الناس عن القيام به.
وأما الغربة فى كلام الشيخ فمعتاها: أن الزاهد يكشف عن ملك الآخرة فتبقى الآخرة موطن قلبه ومعثش روحه، فيكون غريبا فى الدنيا، إذا ليت وطتا لقلبه عاين الدار الآخرة فاخذ قلبه فيما عاين من ثوابها ونوالها وفيما شهد من عقوبتها ونكالها فاستغرب فى هذا الدار.
واما العارف: فإنسه غريب فى الآخرة فإنه كشف له عن صفات معروفة فأخذ قلبه فيما هنالك فصار غريبا في الآخرة لأن سره مع الله بلا اين، فهؤلاء العباد تصير الحضرة معشش قلوبهم إليها يأوون وفيها يكنون، فإن تنزلوا إلى سماء الحقوق أو أرض الحظوظ فبالإذن والتمكين والرسوخ فى اليقين، فلم ينزلوا إلى الحظوظ بالشهوة والمتعة ولا إلى الحقوق بسوء الأدب والغفلة، بل كانوا فى ذلك كله بآداب الله وآداب رسله وأنييائه متأدبين، وبما اقتضى منهم مولاهم عاملين وقال . الخوف على قسمين:1خوف العامة2- خوف الخاصة فضوف العامة: على أجسادهم من التار، وخوف الخاصة على خلعهم التى كساهم الله أن تدنس بالمخالفة، ومعنى كلام الشيخ هو: أن العامة لم تنفذ بصائرهم إلى شهور خلع الحق عليهم من إيمان وإسلام، ومعرفة وتوحيد ومحبة وعلموا أن الله تعالى قد توعد أهل معصيته بعقوبته فخافوا من الوقوع فى العصية لثآلا يكون ذلك سبب وقوع العقوبة بهم فكان خوفهم إشفاقا على نفوسهم من عقوبة الله واما أهل الخصوصية فأعطاهم الحق من نوره ما أشهدهم به ما كساهم من خلع منه، فعملوا على صيانتها ليقدموا عليه بها لم تدنس ولم تتغير طاهرة نقية مشرقة بهية، وفهموا معنى قوله تعالى ( وثيابك فطهر ) (1) فطهروا ملابس إيمانهم وإيقانهم من دنس غفلتهم وعصيانهم، وفهموا أيضا قوطه تعالى (يا بنى آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير )(2) فعبروا الدنيا وقد رفعوا ملابسهم المنن خشية أن تدنس بأوساخهم كى يقدموا عليه بخلعه التى آنعم الله بها عليهم وينهضوا، له بالوفاء (1) (الأعراف: 26) (1) (المدثر:4)
Página 127