Lataif Ma'arif
لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف
Investigador
ياسين محمد السواس
Editorial
دار ابن كثير
Número de edición
الخامسة
Año de publicación
1420 AH
Ubicación del editor
بيروت
Géneros
Sufismo
تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (١) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (٢) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (٣) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ﴾ (^١).
قالت عائشة ﵂ لرجلٍ: "لا تَدَعْ قيامَ الليلِ؛ فإنَّ رسولَ الله ﷺ كان لا يَدَعُهُ، وكان إذا مَرِضَ - أو قالت كَسِلَ - صلَّى قاعدًا (^٢) ". وفي رواية أخرى عنها، قالت: بلغني عن قومٍ يقولون: إنْ أدَّيْنا الفرائضَ لم نبالِ ألَّا نزدادَ، ولعَمري، لا يسألهم اللهُ إلَّا عمَّا افترضَ عليهم، ولكنَّهم قومٌ يُخطئون بالليل والنَّهارِ، وما أنتم إلا من نبيِّكم، وما (^٣) نبيُّكم إلَّا منكُم، واللهِ ما تركَ رسولُ اللهِ ﷺ قيامَ الليل، ونزعَتْ كلَّ آيةٍ فيها قيامُ الليلِ، فأشارت عائشةُ ﵂ إلى أن قيامَ الليل فيه فائدتان عظيمتان: الاقتِداءُ بسنةِ رسول الله ﷺ، والتأسِّي به، وقد قال الله ﷿: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ (^٤). وتكفيرُ الذنوبِ والخطايا؛ فإنَّ بني آدمَ يخطئون باللَّيلِ والنهارِ؛ فيحتاجون إلى الاستكثارِ من مُكفِّرَاتِ الخطايا، وقيامُ الليلِ من أعظم المُكَفِّراتِ، كما قال النبي ﷺ لمعاذ بن جبل: "قيامُ العبد في جَوْفِ الليلِ يُكفِّرُ الخطيئة"، ثم تلا ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ﴾ (^٥) الآية. خرجه الإِمامُ أحمد (^٦) وغيرُه.
وقد رُوي أنَّ المتهجِّدينَ يدخلُون الجنةَ بغير حسابٍ. ورُوي عن شهر بن حَوْشَب، عن أسماء بنتِ يزيدَ، عن النبي ﷺ، قال: "إذا جمعَ اللهُ الأوَّلِين والآخِرينَ يومَ القيامةِ جاءَ منادٍ ينادِي بصوتٍ يُسمِعُ الخلائقَ: سيعلمُ الخلائقُ اليومَ مَنْ أَوْلَى بالكرمِ، ثم يرجعُ فينادي: أينَ الذين كانوا ﴿لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ﴾ (^٧)؟ فيقومون وهم قليلٌ، ثم يرجعُ فينادي: لِيَقُمِ الَّذينَ كانوا يحمَدُونَ الله في السرَّاء والضرَّاءِ، فيقومون وهم قليلٌ، [ثم يرجع فينادي: ليقُم الذين كانت تتجافَى
(^١) سورة المزمّل الآيات ١ - ٤. (^٢) أخرجه أبو داود رقم (١٣٠٧) في الصلاة: باب قيام الليل، وإسناده صحيح. (^٣) في ش، ع: "ولا". (^٤) سورة الأحزاب الآية ٢١. (^٥) سورة السجدة الآية ١٦. (^٦) قطعة من حديث في "مسند أحمد" ٥/ ٢٣٧، و"مجمع الزوائد" ٧/ ٩٠، و"تفسير ابن كثير" ٣/ ٤٥٩. (^٧) سورة النور الآية ٣٧.
1 / 89