Lataif Ma'arif
لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف
Investigador
ياسين محمد السواس
Editorial
دار ابن كثير
Número de edición
الخامسة
Año de publicación
1420 AH
Ubicación del editor
بيروت
Géneros
Sufismo
قال الله تعالى: ﴿فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ﴾ (^١). وقال تعالى: ﴿مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى﴾ (^٢). وقال تعالى: ﴿وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (١٧) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا﴾ (^٣).
وأرانا دليلًا في هذه الدارِ على إعادةِ الأجسادِ مِنَ التراب بإنباتِ الزَّرْعِ مِنَ الأرضِ، وإحياءِ الأرض بعدَ مَوْتهَا بالمطرِ، ودَليلًا على إعادةِ الأرواحِ إلى أجسادِها (^٤) بعدَ المفارقةِ بقَبْضِ أرواحِ العِبادِ في مَنامِهِم، وَرَدِّهَا إليهم في يَقَظتِهم، كما قال تعالى: ﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (^٥).
وفي "مسند البزار"، عن أنس، أن النَّبيَّ ﷺ قال لهم لمَّا ناموا عَنِ الصَّلاةِ: " [أَيها النَّاس] (^٦)، إنَّ هَذِهِ الأَرْوَاحَ عَارِيَّةٌ في أجْسَادِ العِبادِ فيقبضُها إذا شاء ويُرْسِلُها إذا شاءَ" (^٧).
استعِدِّي للموت (^٨) يا نفسُ واسْعَيْ … لِنَجَاةٍ فالحازِمُ المُسْتَعِدُّ
قَدْ تَيَقَّنْتُ أَنَّه لَيْسَ لِلْحَيِّ … خُلودٌ ولا مِنَ المَوْتِ بُدُّ
إنَّما أَنْتِ مُسْتَعِيرَةٌ ما سَوْ … فَ تَرُدِّينَ والعوارِي تُرَدّ
غيرُه:
فمَا أَهْلُ الحَياةِ لَنَا بأهْلٍ … ولا دَارُ الفَنَاءِ (^٩) لَنَا بِدارِ
وَمَا أَمْوَالُنا والأهْلُ فيها … ولا أولادُنا إلَّا عَوَارِي
وأنفُسُنا إلى أَجَلٍ قريبٍ … سيأخُذُها المُعِيرُ مِنَ المُعارِ
(^١) سورة الأعراف، الآية ٢٥. (^٢) سورة طه، الآية ٥٥. (^٣) سورة نوح، الآيتان ١٧، ١٨. (^٤) في آ: "إعادة الأرواح معًا إلى أجسادها". (^٥) سورة الزمر، الآية ٤٢. (^٦) ما بين حاصرتين زيادة من "كشف الأستار عن زوائد البزّار" للحافظ الهيثمي (١/ ٢٠٠). (^٧) هو في "كشف الأستار" رقم (٣٩٦) في الصلاة، باب: فيمن نام عن صلاة أو نسِيها. (^٨) في آ: "يا نفس للموت". (^٩) في ب، ش، ع، ط: "الحياة".
1 / 193