وليلة طولها علي سنه ... بات بها الجفن نادبًا وسنه
بأربع بينهن واحدة ... كسيئات وبينها حسنه
وقال في هذا المعنى:
وافي وقد عظمت علي ذنوبه ... في غيبة قبحت بها آثاره
فمحا إساءته بنا إحسانه ... واستغفرت لذنوبه أوتاره
٨٥- وقال أبو الحسن يوسف بن عبد الصمد:
فاطعن ولو أن الثريا ثغرة ... واضرب ولو أن السماك وريد
وأفتح ولو أن السماء معاقل ... واهزم ولو أن النجوم جنود
٨٦- وقال أبو غالب الملقب بالحجام:
أراعي الفرقدين ولست أعيا ... كأني ثالث للفرقدين
غدوا في مشرق الدنيا ونفسي ... تناجيه بأقصى المغربين
أأنسى عهدهم وهم بقلبي ... وأشكو فقدهم وهم بعيني
منها:
تقلد طرفه سيفًا ولكن ... حمائله نبات العارضين
منها:
شكوت إليه عدوان الليالي ... وما ألقاه من تشتيت بين
فأمن من صروف الدهر سرى ... وأصلح بين أيامي وبيني
وقال:
في ليلة حلت من حسن كواكبها ... دراهمًا وحسبت البدر دينارا
وقال:
خدك مرآة كل حسن ... تحسن من حسنها الصفات
مالي أرى فوقه نجومًا ... قد كسفت وهي نيرات
وقال:
يا طالع البدر المنير جماله ... ألبستني للحسن ثوب سمائه
أوقدت قلبي فارتمت بشرارة ... نزلت بخدك فانطفت في مائه
وقال:
صغار الناس أكثرهم فسادًا ... وليس لهم لصالحة نهوض
ألم تر في سباع الطير سرًا ... تسالمنا ويؤذينا البعوض
وقال:
وبارد الشعر لم يألم به خجل ... أضر منه جميع الناس واعتزلا
كأنه الصل لا تؤذيه ريقته ... حتى إذا مجها في غيره قتلا
٨٧- وقال أبو إسحق إبراهيم بن معلى:
بدعامتي ونجمي سؤدد ... وحديقتي أدب وبحري نائل
أخوي صفاء في المودة أجريا ... في المكرمات إلى المدى المتطاول
فكأن هذا حاجب في خندف ... وكأن هذا مالك في وائل
وقال:
فلا تغررك بهجة مستحيل ... إذا ما الجمر عاد إلى الرماد
منها:
أمعتنق الصعيد وكان يغدو ... عليه وهو معتنق الصعاد
أرى لبس الحداد عليك مما ... يشق على المهندة الحداد
فكم أوردتهن على وريد ... وكم أهديتهن إلى الهوادي
إذا ما زرت قبرك رضت نفسي ... لأستسقي به سبل الغوادي
فأمكث لا يطاوعني لساني ... بذاك ولا يساعدني فؤادي
منها:
ضلوع ما يفارقها التهاب ... وجفنٌ ما يمتع بالرقاد
وسقم يستزيد لنقص جسمي ... فقد وقع انتقاصي في ازدياد
وقال يرثي كاتبًا:
أعيا مرام الصبر يوم حلوله ... نفسي وسدت دونه الأبواب
وطفقت ألتمس العزاء فخانني ... نفس تذوب وأدمع تنساب
وتلجلج الناعي به فسألته ... عود الحديث لعله يرتاب
يا عامر لم يبق بعدك عامر ... لمنازل العلياء فهي خراب
ذبلت بروض المجد بعدك دوحة ... وخبا بأفق العلم منك شهاب
ناحت لك الأقلام غاية وسعها ... وبكت بأبلغ جهدها الآداب
وتقطعت نفس الكتابة حسرة ... وأسى عليك وذلت الكتاب
لا يمح بهجتك التراب وآنست ... وفيه ثراك كواكب أتراب
وغدا عليك الروض وهو كأنما ... نشرت به من سندس أثواب
وإذا تنفست الرياح بليلة ... فعليك منها جيئة وذهاب
٨٨- وقال أبو عامر بن أصيل:
أأحبابنا هل لنا رجعة ... وهل لي بكم أبدًا ملتقى
توركت بحر الأسى بعدكم ... وإني لأحذر أن أغرقا
ولو وفق المرء في سعيه ... تخير في رزقه وانتقى
تلون دهري بأحداثه ... علي فشبهته عقعقا
وقال:
أرى الأوغاد يعتمرون دورًا ... ومالي في بلاد الله دار
إذا ركبوا المذاكي والمطايا ... فمركوبي على شرفي حمار
أجول فلا أرى إلا رعاعًا ... كبارهم إذا اختبروا صغار
منها:
بلادُ عريت من كل خير ... فملبس أهلها مقت وعار
غلطت فزرتها فرأيت قومًا ... منازلهم وإن عمرت قفار
وقال:
يا من علا وعلوه أعجوبة بين البشر ... غلط الزمان يرفع قدركم
1 / 31