والقياس فعليه بتسريح الطرف في رياض أسفار هذا المذهب الإباضي الجليل في مستقر الشيخ الموقر بن يوسف الإباضي بوكالة الإباضية في القاهرة بطولون. هذه كلامه جزاه الله عن الإسلام وأهله خيرا وحفظه من كل بؤس وضير ومن يه الله فما له من مضل وقد كان هذا المذهب المبارك في الزمان الأول منتشرا في جميع الآفاق والنواحي وأكثر أهله بالبصرة ومكة وعمان والمغرب واليمن وخراسان وكان أهل حضرموت كلهم على رأي أهل عمان وكان بعض أهله في الموصل ومن علماء المذهب فيها أبوبكر يحيى بن زكريا الموصلي رحمة الله عليه وبعضهم في مصر ومن علماء المذهب فيها محمد بن عباد وقد أنتشر في المغرب انتشارا تاما حتى كانت الدولة زمن الأئمة الرستميين تحكم في مسيرة ثلاثة أشهر لا ترى فيها إلا زاهدا وعابدا وقائما بأمر الله وقد بلغ جيش الإمام أفلح إلى ثلاثمائة ألف وأهل الخليل منهم ثمانون ألفا أو خمسة وثمانون وأجتمع في زمان الإمام يوسف بن محمد بن أفلح مائة ألف فارس وأحد عشر ألف فارس وهؤلاء من طائفتين من طوائف المغرب فقط وهم نفوسة ومزاته وكثرت العلماء حتى أه قتل منهم في وقعة نانو أربعمائة عالم وفي وقعة أخرى ثمانين علما إلا واحدا ووقعة نانو كانت في سن مائتين وثمانين ومذهب الشافعي لم ينتشر الانتشار إلا بعد ذلك وكان أهل المغرب يحجون بالذراري والنساء حتى أنه ولد لهم في طريق الحج سنة واحدة ثلاث مائة مولود منهم عمروس بن فتح وكان عمروس هذا في زمن محمد بن محبوب وأما انتشاره في بعمان فأمر لا يخفى وسير الأئمة فيها مشهورة وأخبارهم معلومة وقد كانت من المسلمين بقية في منصورة من بلاد السند وكان للإمام راشد بن سعيد رحمه الله تعالى إليهم سيرة وأخبارهم شاهرة ومن علمائهم بمكة أبو الحر علي بن الحصين العنبري وأبو عبيده عبدالله بن القاسم في عدة مشايخ ومن أفضالهم بمكة الفضل بن جندب وأما البصرة فقد كانت لنا مدينة العلم حتى ضربوا لذلك مثلا
Página 11