Destellos de mi vida: autobiografía parcial
لمحات من حياتي: سيرة شبه ذاتية
Géneros
وخرجنا أنا وهو نرتشف القهوة ونتحدث في كل شيء إلا ما دار في الجلسة، وكان الأعضاء كلما رأونا دهشوا وأبدوا لنا تعجبهم من جلستنا معا، فكنا نقول لهم اختلاف الرأي شيء والصداقة شيء آخر. •••
في يوم مصر الحزين الذي فقدت فيه زعيما من أعظم زعمائها كنت في سويسرا والله وحده يعلم كم بكيت وأمليت رثاءه بالتليفون من لوزان. ولم أطق أن أكمل الفترة التي كنت مقررا أن أبقى فيها خارج مصر حزنا على السادات، فقطعت إجازتي وعدت إلى القاهرة.
وكان د. صبحي عبد الحكيم رئيس مجلس الشورى في ذلك الحين قد أصيب في ساقه في يوم المنصة المشئوم، فبادرت بزيارته، فأخبرني أن الرئيس مبارك يريد أن يراني.
وكنت قد التقيت بالرئيس العظيم في اجتماعات الحزب الوطني وتكلمت أمامه حين كان نائبا لرئيس الجمهورية، ومن أفضاله علي وعلى كتاب مصر أنني طلبت في أحد الاجتماعات أن تعفي الحكومة الكتاب الأدبي من الضرائب أسوة بالكتاب الجامعي ، وكانت حجتي أن الكتاب الجامعي سيوزع حتما أما الكتاب الأدبي فمصيره مجهول.
وفي الاجتماع التالي أعلن السيد الرئيس مبارك: وأعفينا الكتاب الأدبي من الضرائب علشان خاطر الأستاذ ثروت.
وأذكر أنني تكلمت أمامه بضع مرات وكنت ألمح في وجهه رضاءه عن كلماتي.
فحين أخبرني د. صبحي أن الرئيس يريد أن يراني بادرت بطلب المقابلة، وبعد أيام قلائل كلمني صديق لي على صلة بالحزب الوطني ليخبرني أن الرئيس سيراني في الساعة الواحدة من يوم كذا.
وقبل الموعد بربع ساعة كنت في مقر الرئاسة، فلقيني الرجل الذي أصبح من أحب أصدقائي أخي جمال عبد العزيز سكرتير الرئيس، وفي ابتسامة مشرقة قال لي: إنك ستقابل الرئيس، ولكن لماذا تأخرت؟ - كيف إن موعدي الساعة الواحدة؟ - بل موعدك الساعة الحادية عشرة. - لقد كلمني فلان أخبرني أن موعدي الساعة الواحدة، وليس من المعقول أن أتأخر عن موعد مع رئيس الجمهورية، وأنا أدور بالسيارة منذ نصف ساعة حول المقر حتى أحضر قبل الموعد بربع ساعة.
وضحك جمال بك، وقال إن الذي كلمك لا شأن له بمواعيد الرئيس، وعلى كل حال حصل خير.
ولقيت الرئيس العظيم ومنذ ذلك اليوم وأنا أشعر أنني أحظى بثقته؛ لأنه أدرك أنني لا أكذبه في شيء قط، وأدرك أيضا أنني غير طامع في شيء على الإطلاق.
Página desconocida