بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
قال محمد بن عبد الواحد بن إبراهيم الغافقي: الحمد لله الذي هدانا بالآيات والذكر الحكيم إلى الصراط المستقيم، وشفى بما وضح في محكم الكتاب العزيز ذا القلب السقيم، وخص هذه الأمة من ذلك بنور لا يخبو سراجه، ولا يخفى على مبصره مسلك الحق ومنهاجه، فهو حبل الله المتين وبرهانه الساطع المبين.
وصلى الله على محمد رسوله خاتم النبيين وإمام المرسلين الذي
Página 5
جاء منه بالحجة الواضحة، والأدلة البينة الناصحة، حتى استقامت أمته على الطريق، وأخذ قسطه من الهداية كل فريق، ودمغ الحق الباطل فأزهقه، وأذهب الإيمان شيع الكفر وفرقه - صلاة دائمة متصلة إلى يوم الدين. وعلى آله وأهل بيته الطاهرين. وبعد؛
فإنه لما كان كتاب الله تعالى ذي العرش المجيد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. أولى من اشتغل بتلاوته وأشربت القلوب سائغ حلاوته، ونزهت الأبصار في محكم حروفه وبديع طلاوته، وكان مما يعين على إقامة رسومه ومقتضى منصوصه ومفهومه معرفة الآثار الواردة عن النبي المصطفى المختار، وعن أصحابه الكرام الأبرار فيما خص به المجتهد من تلاوته من الصواب. ووعد على مدارسته من عظيم الأجر وجزيل الثواب الذي من سمعه أناب إلى الطاعة، ولبى داعي الله تعالى بمبلغ الاستطاعة -استعنت بالله عز وجل- على جميع ما روي من ذلك عن النبي عليه الصلاة والسلام وعن أصحابه الذين كانوا خير أمة أخرجت للأنام
Página 6
فتتبعت ما وقع لي منه في كتب العلماء وتحفيت بطلبه أشد الاحتفاء حتى جاء والحمد لله في نهاية من الكمال والاستيفاء، وأطلعته على من التمسه ورغب فيه طلوع كواكب الجوزاء في حندس الظلماء واستخراجا لذلك من الكتب المشهورة الصحاح، ومن تواليف لأهل العلم تلقتها النفوس بالقبول والانشراح، رغبة في ثواب الله العظيم، وقربة نرجوا بها - إن شاء الله الفوز بجنات النعيم.
وحين انتظم هذا المجموع وكمل على مقتضى الأدلة منه الموضوع رأيت أن أضع في أول كل حديث منه علامة يستدل بها على الكتاب الذي نقل منه بعد أن حذفت إسناده، ولم أذكر إلا الصاحب أو التابع الذي يروى عنه، إلا أن يكون الحديث مسلسلا فإني أورده بإسناده حسب ما أخذته عن أشياخي رحمهم الله.
فكل حديث أعلمت في أوله هكذا:
Página 7
((خ)): فهو من جامع الصحيح لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((م)): فمن المسند الصحيح لأبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((ت)): فمن الجامع الصحيح لأبي عيسى الترمذي.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((د)): فمن كتاب السنن لأبي داود بن الأشعث السجستاني.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((س)): فمن كتاب السنن لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((ش)): فمن كتاب ثواب القرآن لأبي بكر بن أبي شيبة.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((نج)): فمن كتاب فضائل الأعمال لأبي أحمد حميد بن مخلد بن زنجويه.
Página 8
وما أعلمت في أوله هكذا:
((ع)): فمن كتاب فضائل القرآن لأبي عبيد القاسم بن سلام.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((طا)): فمن كتاب الموطأ.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((ص)): من كتاب فضائل القرآن لأبي الحسن بن صخر الأزدي.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((ز)): فمن كتاب مسند البزار.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((ذر)): فمن كتاب فضائل القرآن لأبي ذر.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((ث)): فمن كتاب الكشف والبيان عن تفسير القرآن للثعلبي.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((ط)): فمن كتاب أبي جعفر محمد بن جرير الطبري.
Página 9
وما أعلمت في أوله هكذا:
((ك)): فمن كتاب أبي محمد مكي بن أبي طالب في التفسير والقراءات.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((نم)): فمن كتاب الإعلام بفضل الصلاة على النبي عليه أفضل الصلاة والسلام لأبي عبد الله النميري.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((ب)): فمن كتاب الصحابة لأبي عمر بن عبد البر.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((بيا)): فمن كتاب البيان عن تلاوة القرآن.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((ق)): فمن كتاب الفائق في اللفظ الرائق للقاضي أبي القاسم عبد المحسن التنيسي.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((ح)): فمن كتاب أبي مروان عبد الملك بن حبيب السلمي في رغائب القرآن، وغير ذلك.
Página 10
وما أعلمت في أوله هكذا:
((حز)): فمن فوائد أبي عمر أحمد بن سعيد بن حزم المنتجالي.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((شي)): فمن مسلسلات أبي القاسم عبد العزيز بن بندار الشيرازي.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((شق)): فمن كتاب أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن شق الليل في ذكر براهين الصالحين وكراماتهم.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((زي)): فمن كتاب الدعاء تأليف أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي رواية أبي الحسن علي بن إبراهيم بن أحمد بن شعيب الرازي عنه.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((يو)): فمن كتاب القاضي أبي الوليد يونس بن عبد الله المسمى بالتسبيب والتيسير.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((خم)): فمن المنتخب لأبي بكر أحمد بن سعيد الأخميمي.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((مس)): فمن حديث أبي بكر محمد بن أحمد بن المسور الحميري البزار.
Página 11
وما أعلمت في أوله هكذا:
((محمد)): فمن حديث أبي عبد الله محمد بن مخلد بن حفص العطار.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((مد)): فمن كتاب الإحياء لأبي حامد الغزالي.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((صا)): فمن كتاب المصابيح تأليف أبي محمد الحسين بن مسعود البغوي.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((ج)): فمن رواية أبي المطرف عبد الرحمن بن عيسى بن مدراج الطليطلي.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((ه)): فمن كتاب اليقين تأليف زهير بن عباد الرؤاسي.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((فعي)): فمن كتاب الرباعيات لأبي بكر محمد بن عبد الله الشافعي رواية الأصيلي.
Página 12
وما أعلمت في أوله هكذا:
((مح)): فمن رواية محمود بن حكم البجاني عن رجاله بمصر وغيرها.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((عبد)): فمن كتاب معاني التحميد والدعاء لأبي الحسن علي بن محمد بن الحسين بن عبدوس الكوفي.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((ح)): فمن كتاب الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((نس)): فمن صحيفة أنس بن مالك الأنصاري النجاري.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((قو)): فمن رواية القوت لأبي طالب محمد بن عطية المكي.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((عد)): فمن كتاب ابن عدي الجرجاني.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((إسحاق)): فمن كتاب النصائح تأليف إسحاق بن إبراهيم.
Página 13
وما أعلمت في أوله هكذا:
((سف)): فمن جامع سفيان بن عيينة.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((جع)): فمن حديث جعفر بن نسطور الرومي:
وما أعلمت في أوله هكذا:
((حا)): فمن كتاب أبي جعفر النحاس.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((شا)): فمن كتاب النزه لأبي حفص عمر بن شاهين.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((يح)): فمن رواية أبي زكريا يحيى بن عائذ الطرطوسي.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((يغ)): فمن رواية يغنم بن سالم بن قنبر.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((غنى)): فمن رواية عبد الغني بن سعيد.
Página 14
وما أعلمت في أوله هكذا:
((عج)): فمن المعجم لأبي ذر الهروي.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((نب)): فمن كتاب الوقف والابتداء لابن الأنباري.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((في)): فمن كتاب الأربعين تخريج أبي طاهر السلفي، ومن المجالس الخمسة له.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((و)): فمن جامع ابن وهب.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((نخ)): فمن كتاب نخبة المؤانسة من كتاب المجالسة للقاضي أبي بكر أحمد بن مروان.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((عس)): فمن كتاب أبي بكر محمد بن العسال في تفسير قول الله تعالى: {وربك يخلق ما يشاء ويختار}.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((مع)): فمن المعجم لأبي الفضل عياض بن موسى.
Página 15
وما أعلمت في أوله هكذا:
((ها)): فمن رواية أبي القاسم عبد الوهاب المقبري.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((ش)): فمن كتاب شرف المصطفى صلى الله عليه وسلم .
وما أعلمت في أوله هكذا:
((نع)): فمن رواية أبي نعيم الحافظ.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((خ)): فمن نسخة خراش بن عبد الله عن أنس.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((غر)): فمن غريب حديث مالك مما لم يقع في الموطأ.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((غ)): فمن كتاب الأربعين المخرجة من الصحيحين تخريج أبي محمد الجرجاني من حديث أبي بكر أحمد بن منصور المغربي.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((علي)): فمن حديث أبي الحسن علي بن حرب بن محمد بن علي بن مازن بن العضوبة الطائي.
Página 16
وما أعلمت في أوله هكذا:
((بقي)): فمن مسند بقي بن مخلد.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((سو)): فمن حديث أبي طاهر أحمد بن علي بن عبيد الله بن سواء الضرير المقري.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((ق)): فمن حديث أبي القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الخرقي السمسار.
وما أعلمت في أوله هكذا:
((ف)): فمن الفوائد المنتقاه المخرجة على الصحيحين تخريج أبي عبد الله الحميدي من أصول سماعات الشيخ أبي بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني.
وبالله عز وجل أستعين وأعتصم من الزلل في القول والعمل، وعليه توكلي، وهو حسبي ونعم الوكيل.
Página 17
#18##19#
[1] باب ما جاء في فضل أهل تلاء كتاب الله عز وجل، وما لهم على درسه وتلاوته من جزيل الأجر وجليل الثواب
1- ((م، د)): عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما اجتمع #20# قوم في بيت من بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله تعالى ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله، عز وجل فيمن عنده)) الحديث.
Página 19
2- ((ذر)): وعن ابن عباس: وسأله رجل أي العمل أفضل؟ قال: ((ذكر الله أفضل)).
Página 20
فأعادها عليه ثلاث مرات، ثم أنشأ يحدث، فقال: ((ما جلس قوم في بيت من بيوت الله عز وجل يدرسون كتاب الله ويتعاطونه بينهم إلا كانوا أضيافا لله عز وجل، وأظلت عليهم الملائكة بأجنحتها ما داموا فيه حتى يخوضوا في حديث غيره.
وما سلك رجل في طريق يبتغي فيه العلم إلا سهل الله له سبيلا إلى الجنة، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه.
Página 21
3- ((ح)): وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما اجتمع قوم في بيت من #22# بيوت الله تعالى يتلون كتاب الله تعالى ويتدارسونه بينهم إلا أظلتهم الملائكة بأجنحتهم، واستغفروا لهم حتى يخوضوا في حديث غيره، ومن سلك طريقا يطلب فيه وجه الله تعالى سهل الله له طريقا إلى الجنة، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه)).
Página 21
4- ((ق)): وعنه عليه السلام أنه قال: ((ما من رجال يجتمعون يتلون كتاب الله تعالى إلا كانوا أضيافا لله تعالى)).
Página 22
5- ((مد)): وعنه عليه السلام أنه قال: ((ما من قوم اجتمعوا #23# يذكرون الله عز وجل لا يريدون بذلك إلا وجه الله تعالى إلا ناداهم مناد من السماء قوموا مغفورا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات)).
Página 22
6- ((ص)): وعن عاصم بن كليب الجرمي عن أبيه قال: كنت مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فسمع ضجة ناس في المسجد يقرءون القرآن، ويقرءون فقال: طوبى لهؤلاء. هؤلاء كانوا أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
Página 24