واقترب مني أكثر وأكثر، ورأيت شفتيه الرفيعتين المقوستين إلى أعلى كحاجب امرأة عاهر تقتربان من شفتي، وقفز قلبي نافرا مشمئزا، لكن عقلي ذكرني بمواهبه؛ إنه ثري، وسوف يصبح ثراؤه ثرائي.
إنه غبي؛ وسوف يريحني من غرور الأذكياء. لم أحاول أن أدقق النظر إلى شفتيه أو عينيه، لم أحاول أن أدقق الفهم لحديثه أو حركاته.
واتهمت قلبي بالغباء والسذاجة، هذا القلب الذي يؤمن بأشياء تافهة لا منطق فيها ولا معنى.
عيناه عميقتان! أفكار ذكية! إحساس مرهف! نفس فنانة! قيم روحية! ...
أشياء تافهة حقا، مجرد أوهام يحس بها قلبي الساذج بلا واقع لها على الأرض وبلا مبررات وبلا مقاييس إلا مقاييس إحساسي المبهم الغاشم!
أغمضت عيني، وأغلقت أذني، وأوصدت صمامات قلبي، وناولته شفتي.
وقال بصوت ضحل: أتحبينني؟
كاد قلبي يصرخ ويقول: لا لا. لكن عقلي قفز أمامه وقال: نعم!
وقال بصوت قبيح: أتتزوجينني؟
حاول قلبي أن يولول ويقول: أبدا أبدا. لكن عقلي سد عليه الطريق وقال: نعم. •••
Página desconocida