Melodía de libertad y silencio
لحن الحرية والصمت: الشعر الألماني في القرن العشرين
Géneros
النجوم تمتطي ظهور الأسود كالخيالة،
الليلة تقف على رأسها وتعطس،
الأحذية تشتعل بالنيران،
الرجال والصبية يطفئون فوانيس الأرانب.
لعبة رشيقة مجنونة، تعبث بقطع لا حصر لها وتجمعها وتفكها كما تشاء الصدفة أو يشاء التداعي الحر: صبية ورجال وملائكة وراهبات، نجوم وفيران وأرانب وأسود، وحوش وأزهار وفوانيس وأكياس نقود ... إلى آخر هذا البستان الخرافي أو هذه المتاهة العجيبة التي تتشابك دروبها وتختلط معالمها، إن اللعبة كلها أشبه بساعة أوتوماتيكية تعمل دون تدخل المؤلف، أو بتمثيلية عرائس تدور على مسرح كوني هائل، والشاعر يقف بعيدا عنه أو فوقه، ويكتفي بتحريك الخيوط والأسلاك أو التفرج على تشكيلات الكلمات والمعاني وتنويعاتها، التي تتسع وتنداح أمواجها كالدوامات المائية إلى ما لا نهاية.
لا شك أن هذه الألعاب قد صدمت القصيدة الألمانية وساعدتها على التخلص من كثير من أعبائها القديمة، من النزعة الصوفية الغامضة، والتعقيد باسم التعمق، وأدغال الاستعارات والصور المتشابكة الكثيفة، ولا شك أنها قصرت وجودها على الوجود اللغوي أو اللفظي البحت، وجعلتها تبتعد عن نفسها وعن صاحبها في وقت واحد، وتنطلق رشيقة خفيفة كدمية صممت على العبث وحسب!
وقد كتب «آرب» مجموعة من القصائد عن الدمى والعرائس، أقدم لك من إحداها هذه الأبيات، التي يقول فيها مخاطبا نفسه على لسان هذه الدمى البائسة:
رضعت مني،
لوت أعضائي،
وقبلتني وعادت ترضع مني،
Página desconocida