بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا محمد وآله رب يسر بخير يا كريم

الحمد لله الذي فضل بعض خلقه على بعض درجات حكمة وابتلاء، وجعل منهم أئمة يهدون بأمره وآخرين تصير أعمالهم هباء، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه الذين كانوا في اتباع الحق متوازرين وغيرهم ليسوا سواء.

أما بعد:

فإن بعض الإخوان سألني عن الحديث الوارد المشتهر على الألسنة، هي "الأئمة من قريش" هل هو صحيح أو لا؟ وهل هو مخرج في شيء من الصحيحين أو لا؟ وهل رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم أحد من أصحابه غير أبي بكر الصديق يوم السقيفة أو لا؟

فحداني ذلك على جمع طرق هذا الحديث، وبيان ما صح منها مما هو ضعيف، ونسبة كل طريق منها إلى من أخرجها من الأئمة، وسياق غالب ذلك بالإسناد إلى راويه.

Página 25

وجعلته على قسمين:

الأول: في سياق الأخبار الواردة في ذلك بغير قيد.

والثاني: في سياق الأخبار الواردة في ذلك بقيد، وبيان ذلك القيد، وما يترتب عليه من الحكم، وإن يسر الله أن أتبع ذلك بحكم المسألة عند أهل العلم أتبعتها، وإلا جعلت ذلك في تصنيف مفرد إن شاء الله وبه التوفيق.

Página 26

القسم الأول: في بيان الأخبار الدالة على أن الأئمة من قريش على الإطلاق

حديث عبد الله بن عمر في ذلك

أخبرنا أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن المبارك الغزي، وبها قرأت عليه، قلت له: أخبركم أبو الحسن علي بن إسماعيل بن إبراهيم المخزومي، أن عبد اللطيف بن عبد المنعم بن علي الحراني أخبره، أنا مسعود بن محمد بن أبي منصور الجمال في كتابه، أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد، أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني الحافظ، أنا أبو محمد بن حبان، ثنا إبراهيم بن شريك.

(ح) وبه إلى أبي نعيم قال: وحدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا أبو حصين الوادعي.

Página 27

(ح) وأخبرنا أحمد بن الحسن الزينبي، أنا العلامة أبو حيان محمد بن يوسف اللغوي، أنا أبو عبد الله أحمد بن القاسم السعدي، أنا أبو جعفر الأصبهاني كتابة، أنا أبو علي المقرىء، أنا أبو نعيم، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله، قالوا: ثنا أحمد بن يونس، ثنا عاصم بن محمد: سمعت أبي يقول: قال عبد الله - يعني ابن عمر -: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي في الناس اثنان" لفظ الطلحي.

وقال إسماعيل: "ما بقي من الناس".

أخرجه الشيخان: البخاري، ومسلم في "صحيحيهما"، عن أحمد بن يونس بهذا الإسناد، ولفظ البخاري "ما بقي منهم اثنان".

وقرأت على فاطمة بنت العز محمد بن أحمد بن المنجا بدمشق، أخبركم عبد الله بن الحسين بن أبي السائب الأنصاري سماعا عليه، أن إسماعيل بن أحمد العراقي أخبرهم، عن شهدة بنت الإبري، أن المبارك بن عبد الجبار أخبرهم، أن الحسن بن أحمد بن إبراهيم الدورقي، أنا عثمان بن أحمد الدقاق، ثنا حنبل بن إسحاق، حدثنا أبو الوليد الطيالسي، حدثنا عاصم بن زيد، سمعت أبي يقول ... فذكره.

رواه البخاري عن أبي الوليد، ورواه أبو عوانة في "صحيحه" عن عمر بن محمد الصنعاني، عن أبي الوليد.

Página 28

وأخبرتنا به خديجة بنت الشيخ بن إسحاق بن سلطان بدمشق، عن أبي نصر محمد بن محمد بن محمد بن هبة الله بن مميل، أنا إسماعيل بن علي الجوهري، أخبرهم في كتابه، أنا عمر بن علي الصيرفي، أنا رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، أنا أبو الحسين بن المتيم الواعظ، أنا الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء سنة 328ه، ثنا زياد بن أيوب، ثنا محمد بن يزيد - هو الواسطي - حدثنا عاصم بن محمد فذكره.

رواه الإمام أحمد في "مسنده"، عن محمد بن يزيد، فوافقناه بعلو.

ورواه الخطيب في "تاريخه"، عن أبي الحسين بن المتيم، فوافقناه بعلو.

ورواه مسدد في "مسنده"، عن بشر بن عمر الزهراني، عن عاصم.

ورواه الطيالسي في "مسنده"، عن العمري، عن عاصم.

ورواه علي بن الجعد، عن عاصم.

فهو مشهور عن عاصم، وعاصم ثقة ثبت، سمع من أبيه محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، وأبوه سمع من جده عبد الله بن عمر بن الخطاب.

Página 29