ونحن نعدو في الخبار والجرن «يعني: الجرل فأبدل من اللام نونا»، واستشهد به أيضا في مادة «طبن» على أن الطبن جمع طبنة، وهي لعبة يقال لها بالفارسية: سدرة، وقال في هذه المادة: والطبن الفرق، والطبن خط مستدير يلعب بها الصبيان يسمونه الرحى، قال الشاعر:
من ذكر أطلال ورسم مناحي
كالطبن في مختلف الرياح
ورواه بعضهم كالطبل، وقال ابن الأعرابي: الطبن والطبن هذه اللعبة التي تسمى السدر، وأنشد: (يبتن يلعبن حوالى للطبن.) والطبن هنا مصدر لأنه ضرب من اللعب، فهو من باب اشتمل الصماء.
وفي مادة «سدر» منه لعبة للعرب، يقال لها: السدر والطبن، والسدر اللعبة التي تسمى الطبن، وهو خط مستدير تلعب بها الصبيان، وفي حديث بعضهم: رأيت أبا هريرة يلعب السدر، قال ابن الأثير: هو لعبة يلعب بها، يقامر بها، وتكسر سينها وتضم، وهي فارسية معربة عن ثلاثة أبواب، ومنه حديث يحيى بن أبي كثير: السدر هي الشيطانة الصغرى، يعني أنها من أمر الشيطان.
وقد تكلم في هذه المادة قبل ذلك عن السدير، وأنه معرب «سه دله» بالفارسية، أي ثلاث شعب أو ثلاث مداخلات.
وفي شرح القاموس عن السدر: أن شيخه نقل عن أبي حيان أنها بالفتح كبقم.
وفي مادة «قرق» من اللسان: القرق الذي يلعب به، عن كراع التهذيب، والقرق لعب السدر، وقرق إذا لعب بالسدر، ومن كلامهم: استوى القرق فقوموا بنا، أي استوينا في اللعب، فلم يقر واحد منا صاحبه، وقيل: القرق لعبة للصبيان يخطون في الأرض خطا، ويأخذون حصيات فيصفونها، قال ابن أبي الصلت:
وإعلان الكواكب مرسلات
كحبل القرق غايتها النصاب «وكتب المصحح بالحاشية، قوله: كحبل القرق، هكذا في الأصل، وفي هامش نسخة صحيحة من النهاية: كخيل القرق، وفسرها بقوله: خيلها هي الحصيات التي تصف.» (قلت: مثل شارح القاموس في مادة «علط» عن الصاغاني أن الليث صحف هذا البيت وأن الصواب: كخيل إلخ.)
Página desconocida