أما المشارب والأقداح من الذهب أو الفضة، فقد كان منها في خزائن القصر كميات وافرة، مختلفة الصناعة والأحجام، وكان بعضها مزينا بزخارف محفورة ومملوءة بالمينا السوداء، على النحو الذي يعرف في الاصطلاح الفني الحديث بصناعة النيلو.
68
وقد بلغ من غرام الفاطميين بجمع التحف الفنية أن الأميرات كن ينافسن الأمراء في هذا الميدان، وأن بعضهن تركن كنوزا ثمينة، فرشيدة ابنة المعز ماتت سنة (443ه/1051م)، وتركت تحفا تقدر قيمتها بنحو مليون وسبعمائة ألف دينار،
69
منها ثلاثون ثوبا من الخز الثمين، والخز كما نعرف قماش من الصوف والحرير،
70
كما وجد في خزائنها بعض العمامات المرصعة بالجواهر، مما يذكر بعمامات الأمراء الهنود. ويقال أيضا: إنها كانت تمتلك الخيمة التي توفي فيها هارون الرشيد بمدينة طوس،
71
وقد كانت من الخز الأسود.
والغريب أن الخلفاء العزيز والحاكم والظاهر والمستنصر كانوا كلهم ينتظرون وفاة الأميرة رشيدة ليرثوا ثروتها وتحفها الفنية ،
Página desconocida