47
أن صلاح الدين عندما استولى على القصر بعد وفاة العاضد آخر خلفاء الفاطميين، وجد فيه من التحف الثمينة ما يخرج عن حد الإحصاء، ومن جملته الحافر الذي تقدم ذكره.
48
وإذا صح ما كتبه الدكتور كاله
في ترجمته الألمانية لما جاء في المقريزي عن خزانة الجوهر والطيب والطرائف،
49
فإن الحافر المذكور وصل إلى يد وليم الثاني ملك صقلية سنة (1179م)، وأهداه وليم هذا إلى أبي يعقوب يوسف سلطان الموحدين.
ومما كان يحفظ في خزائن الجوهر والطيب والطرائف السيف الخاص، وقد كان يحمل مع الخليفة في المواكب، ويقال: إنه كان من صاعقة وقعت وأخذت فعمل منها هذا السيف محلى بالذهب ومرصعا بالجواهر، وله كيس مزين بالرسومات المذهبة وأمير من أعظم الأمراء يحمله عند ركوب الخليفة في الموكب.
50
وقد روى أحد الخبراء في الجواهر أنه استدعي ذات مرة في أيام الشدة هو وغيره من الجوهريين، وسئلوا في خزائن القصر عن قيمة صندوق مملوء بالزبرجد؛ فأجابوا بأنهم يعرفون قيمة الشيء إذا كان مثله موجودا، بينما الذي عرض عليهم لا مثل له ولا تقدر له قيمة، فاغتاظ من حضر من الوزراء المعزولين - أو المعطلين كما يقول المقريزي - وأعطوا الزمرد لأحد القواد وحسب عليه فيه خمسمائة دينار.
Página desconocida