أبي حنيفة وعلى مالك والشافعي وعلى ابن سريج، وكتاب اختلاف الفقهاء وينتصر فيه لأهل البيت " ع " وله القصيدة الفقهية لقبها بالمنتخبة، وكان ملازما صحبة المعز أبي تميم معد بن منصور، ولما وصل من إفريقية إلى الديار المصرية كان معه ولم تطل مدته ومات في مستهل رجب بمصر سنة 363 (شجس) انتهى.
وحكي عن دعائمه: انه رووا ان رجلا من أهل خراسان حج فلقى أبا حنيفة وكتب عنه ثم عاد في العام الثاني فلقيه فعرضها عليه ثانية فرجع عنها كلها فحثا الخراساني التراب على رأسه فصاح فاجتمع الناس عليه فقال يا معشر الناس هذا رجل أفتاني في العام الماضي بما في هذا الكتاب فانصرفت إلى بلدي في العام الماضي فحللت به الفروج وأرقت به الدماء واخذت به وأعطيت به المال ثم رجع لي عنه العام كله، قال أبو حنيفة انما هو رأي رأيته ورأيت الآن خلافه قال الخراساني ويحك ولعلي لو اخذت عنك العام ما رجعت إليه لرجعت لي عنه من قابل، قال أبو حنيفة لا أدري قال الخراساني لكني أدري ان عليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين انتهى.
يحكي ان والد القاضي النعمان أبا عبد الله محمد قد عمر مائة وأربعين سنة ويحكي اخبارا كثيرة نفيسة حفظها، وكان للقاضي النعمان أولاد نجباء سراة فمنهم أبو الحسن علي بن النعمان بن محمد أشرك المعز الفاطمي بينه وبين أبي طاهر محمد بن أحمد قاضى مصر في الحكم ولم يزالا مشتركين فيه إلى أن لحقت القاضي أبا طاهر رطوبة عطلت شقه ومنعته الحركة فقلده العزيز بن المعز القضاء مستقلا، وكان القاضي أبو الحسن المذكور متفننا في عدة فنون منها: علم القضاء والقيام به بوقار وسكينة، وعلم الفقه والعربية والأدب والشعر وكان شاعرا مجيدا في الطبقة العليا ومن شعره:
رب خود عرفت في عرفات * سلبتني بحسنها حسناتي حرمت حين أحرمت نوم عيني * واستباحت حماي باللحظات
Página 58