وقال الإمام النووي: "أحد أعلام أئمة هذا الشأن وكبار المبرزين فيه وأهل الحفظ والإتقان والرحالين في طلبه إلى أئمة الأقطار والبلدان. والمعترف له بالتقدم فيه بلا خلاف عند أهل الحذق والعرفان والمرجوع لى كتابه والمعتمد عليه في كل الأزمان" (^١).
وقد اعترف له معاصروه بالحفظ- حفظ الحديث- حتى لقب بالحافظ وكان أحد حفاظ الدنيا الأربعة وهم «أبو زرعة وعبد الله الدارمي والبخاري ومسلم».
ولقب الحافظ "لا يحوزه إلا من حفظ مقدارا ضخما من الأحاديث اختلفوا في تحديده أدناه ألف حديث وأعلاه ثلاثمائة ألف" (^٢).
مؤلفاته:
لقد خلف الإمام مسلم ﵀ مؤلفات عديدة تناولت جميعها أحاديث رسول الله ﷺ وعلومها وخلد بذلك اسمه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وخدم بما قدم طلاب العلم الذين نقلوا عنه تراثه الذي وصل بعضه إلينا وبقي البعض الآخر مجهولا لا نعرف عنه شيئا ولا نجزم بضياعه. وقد تمكن الباحثون من خدمة ما وصل إليهم وطبعه. ولعل الله يقيض لنا ما بقي مجهولا.
أما كتبه المطبوعة فمنها:
١ - الجامع الصحيح:
جمع فيه الإمام مسلم ما صح عنده من أحاديث رسول الله صلى عليه وسلم فبدأها بمقدمة لطيفة بين فيها طريقته في الرواة الذين يقبل منهم رواياتهم وعقد فصلا بين فيه وجوب الرواية عن الثقات وترك رواية الكذابين وبين أهمية الإسناد والكشف عن معايب رواة الحديث ونقلة الأخبار وعقد في نهاية المقدمة
_________
(^١) صحيح مسلم بشرح النووي ١/ ١٠.
(^٢) مسلم بن الحجاج القشيري حياته وصحيحه ص ٤٧.
1 / 19