42

Kulliyat

الكليات معجم في المصطلحات والفروق اللغوية

Investigador

عدنان درويش - محمد المصري

Editorial

مؤسسة الرسالة

Ubicación del editor

بيروت

وَهُوَ أَعم من الإيغال بِاعْتِبَار الْمحل، وأخص مِنْهُ بِاعْتِبَار النُّكْتَة ومباين للتذييل مفهوما، إِذْ التذييل تَأْكِيد والتأكيد يدْفع التَّوَهُّم والتكميل الَّذِي يُسمى احتراسا يدْفع الْإِيهَام، وَالْإِيهَام غير التَّوَهُّم الْإِحَاطَة هِيَ إِدْرَاك الشَّيْء بِكَمَالِهِ ظَاهرا وَبَاطنا، والاستدارة بالشَّيْء من جَمِيع جوانبه قيل: الْإِحَاطَة بالشَّيْء علما: أَن يعلم وجوده، وجنسه، وَقدره، وَصفته، وكيفيته، وغرضه الْمَقْصُود بِهِ، وَمَا يكون بِهِ مِنْهُ وَعَلِيهِ؛ وَذَلِكَ لَا يكون إِلَّا الله تَعَالَى وَقَوله تَعَالَى: ﴿أحاطت بِهِ خطيئته﴾ أبلغ اسْتِعَارَة؛ فَإِن الْإِنْسَان إِذا ارْتكب ذَنبا وَاسْتمرّ عَلَيْهِ استجره إِلَى معاودة مَا هُوَ أعظم مِنْهُ، فَلَا يزَال يرتقي حَتَّى يطبع على قلبه فَلَا يُمكنهُ أَن يخرج عَن تعاطيه؛ وَقد يتَعَدَّى بعلى لتضمنها معنى الاشتمال الِاحْتِيَاط: هُوَ فعل مَا يتَمَكَّن بِهِ من إِزَالَة الشَّك وَقيل: التحفظ والاحتراز من الْوُجُوه لِئَلَّا يَقع فِي مَكْرُوه وَقيل: اسْتِعْمَال مَا فِيهِ الحياطة أَي الْحِفْظ هُوَ الْأَخْذ بالأوثق من جَمِيع الْجِهَات وَمِنْه قَوْلهم: (افْعَل الْأَحْوَط) يَعْنِي افْعَل مَا هُوَ أجمع لأصول الْأَحْكَام وَأبْعد عَن شوائب التَّأْوِيل الإحباب: أحب الشَّيْء وحبه يمعنى: إِلَّا أَنهم اخْتَارُوا أَن بنوا الْفَاعِل من لفظ (أحب) وَالْمَفْعُول من لَفظه (حب) فَقَالُوا للْفَاعِل (محب) وللمفعول (مَحْبُوب) ليعادلوا بَين اللَّفْظَيْنِ فِي الِاشْتِقَاق؛ على أَنه قد سمع فِي الْمَفْعُول (محب) وأحببت عَلَيْهِ: بِمَعْنى آثرت عَلَيْهِ هَذَا هُوَ الأَصْل، لَكِن فِي قَوْله تَعَالَى: ﴿أَحْبَبْت حب الْخَيْر عَن ذكر رَبِّي﴾ لما أنيب مناب (أنبت) عدي تعديته وَالْحب: بِالضَّمِّ الْمُحب و[الْحبّ] بِالْكَسْرِ: المحبوب وَقد وضعُوا للمحبة حرفين مناسبين لَهَا غَايَة الْمُنَاسبَة بَين اللَّفْظ وَالْمعْنَى، حَتَّى اعتبروا تِلْكَ الْمُنَاسبَة فِي الحركات خفَّة وثقلة وَقد نظمت فِيهِ: (وأثقل يُعْطي للأخف كَعَكْسِهِ ... وَمَا هُوَ إِلَّا من عَدَالَة عَادل) (فَمَا وَجه ضم الْحَاء فِي الْحبّ عَاشِقًا ... وبالكسر فِي المحبوب عكس التعادل؟) وَإِذا كَانَ مَا تعلق ب (أحب) فَاعِلا من حَيْثُ الْمَعْنى عدي إِلَيْهِ ب (إِلَى) تَقول: (زيد أحب إِلَى عَمْرو من خَالِد) فَالضَّمِير فِي (أحب) مفعول من حَيْثُ الْمَعْنى، و(عَمْرو) هُوَ الْمُحب و(خَالِد) مَحْبُوب وَإِذا كَانَ مَا تعلق بِهِ معفولا عدي إِلَيْهِ ب (فِي) تَقول: (زيد أحب فِي عَمْرو من خَالِد) فَالضَّمِير فَاعل و(عَمْرو) هُوَ المحبوب و(خَالِد) محب و(أفعل من) لَا يفرق فِيهِ بَين الْوَاحِد وَمَا فَوْقه، وَالْمَذْكُور وَمَا يُقَابله بِخِلَاف أخواته، فَإِن الْفرق وَاجِب فِي الْمحلى جَائِز فِي الْمُضَاف الاحتقار: هُوَ كالتحقير، لِأَن الافتعال قد يَأْتِي

1 / 56