قال فينياس وهو يمد ذراعيه وكأنهما أشرعة طاحونة هوائية: «أعتقد أن جسدي يصبح قويا في مثل هذا الموقف. لست واثقا صديقي جورج، ولن أمنعك عن أحد إذا ما كان بينكما حساب تريد تصفيته معه.»
قال سيميون: «إذا كان على المرء أن يقاوم الشر، فلا بد أن يكون جورج حرا في فعل ذلك الآن. لندع الرب ألا يغرينا هذا.»
قال فينياس: «أوافقك على ذلك، لكننا إذا ما رغبنا في ذلك بشدة، فلن ندعهم يأخذوا حذرهم! هذا كل ما هنالك.»
قال سيميون وهو يبتسم: «من الواضح أنك لم تولد لتكون أخا في جمعية «الكويكرز». فطبيعتك القديمة لا تزال تجد طريقها إليك وبصورة قوية أيضا كما كان حالك من قبل.»
للحقيقة، كان فينياس رجلا انعزاليا وكان قوي البنية شديد البأس، وكان صيادا نشيطا وقناصا ماهرا؛ لكنه وبعد أن تودد إلى إحدى أخوات جمعية «الكويكرز»، أقنعته بقوة جمالها وسحرها أن ينضم إلى الجمعية في الحي الذي يسكن فيه.
قالت راشيل هاليداي وهي تبتسم: «سيظل للأخ فينياس أساليبه الخاصة. لكننا نعتقد جميعا أن قلبه أصبح في المكان الصحيح في النهاية.»
وبعد تناول طعام العشاء بفترة قصيرة، وقفت عربة كبيرة مغطاة أمام الباب، كانت الليلة صافية الأجواء، وقفز فينياس من مقعده في خفة ونشاط ليشرف على ركوب مرافقيه. خرج جورج من الباب حاملا ابنه على ذراعه، وأمسكت زوجته بذراعه الأخرى. كانت خطوته ثابتة وبدت على وجهه أمارات العزم والإصرار، ثم خرجت راشيل ومعها سيميون بعدهما.
قال فينياس لمن كانوا يركبون بالداخل: «اخرجوا أنتم للحظة، ودعوني أعدل من مؤخرة العربة، من أجل السيدات والطفل.»
قالت راشيل: «إليكم هذين المفرشين. أبقوا على المقاعد مريحة قدر الإمكان؛ فمن الصعب ركوب العربة طيلة الليل.»
خرج جيم أولا وساعد أمه العجوز على الركوب بحرص، تعلقت أمه بذراعه ونظرت حولها في قلق، وكأنها كانت تتوقع وصول مطارديهم في كل لحظة.
Página desconocida