سألتها قائلة: «كم عمرك يا توبسي؟»
أجابتها الفتاة بابتسامة أظهرت صفين من الأسنان اللامعة: «لا أعرف سيدتي.» «لا تعرفين؟ ألم يخبرك أحد بذلك من قبل؟ من كانت أمك؟» «لم أحظ بأم قط.»
حدقت بها السيدة أوفيليا في دهشة واستنكار: «لم يكن لك أم قط؟ ماذا تعنين؟ أين ولدت؟» «لم أولد.» «توبسي، أنا لا ألعب معك. أريدك أن تقولي لي أين ولدت ومن هما أبواك. والآن أجيبي بسرعة.» «لم أولد، ولم يكن لي أب أو أم. لقد رباني سمسار ليبيعني مع الكثير من الأطفال الزنوج الآخرين. وقد ربتني العمة سو العجوز.»
كانت الفتاة صادقة حقا، أما جين وهي الخادمة المسئولة عن غرف النوم فقد أضافت: «أجل يا سيدتي، كل هذا صحيح. السماسرة يشترونهم وهم صغار ويربونهم من أجل بيعهم.» «وكم عشت مع سيدك وسيدتك يا توبسي؟»
قالت توبسي: «لا أعرف سيدتي.» ثم في لحظة كانت الفتاة على الأرض تسير على يديها بينما قدماها مرفوعتان في الهواء، وذلك قبل أن تصيح بها سيدتها المذهولة والمذعورة: «قفي يا توبسي، أيتها الطفلة البائسة وقولي لي: من هما أبواك؟» «ليس لي أم، ليس لي والدان. لقد كبرت هكذا، ولم يلدني أحد على حد علمي.»
شعرت السيدة أوفيليا أنها لم تكن تحرز الكثير من التقدم.
فسألتها: «أتعرفين كيف تحيكين؟» «لا يا سيدتي. لا أعرف كيف أحيك.» «ماذا كنت تفعلين لسيدك وسيدتك؟» «لا شيء.» «هل كانوا طيبين معك؟» «أجل، كانوا يتركونني حرة ثلاث أو أربع مرات في اليوم ليجعلوني صالحة، لكنني لست صالحة بعد.»
ولمعت عينا توبسي السوداوان اللعوبتان بينما صاحت بنبرة صاخبة: «أوه، أرى مذنبا بائسا، أجل أنا مذنب بائس؛
أوه، أرى مذنبا بائسا،
ولا يمكنني أن أحصل على طعام الغداء،
Página desconocida