ثم أمسكت السيدة أوفيليا بالأوراق المهترئة التي تحتوي على الأعشاب الحلوة.
قالت دينا بنبرة حازمة: «أرجوك سيدتي لا تلمسيها. أحب أن أحتفظ بالأشياء في الأماكن التي أعرف أنني تركتها بها؛ حتى يتسنى لي معرفة مكانها.» «لكنك لا ترغبين بهذه الأوراق المهترئة.»
قالت دينا: «إنني أستخدم هذه الثقوب الموجودة في الورق في رش الأعشاب فيكون الأمر أكثر سهولة.»
توبسي. «لكنك ترين أن الأعشاب تتناثر في كل مكان.»
قالت دينا بينما توجهت نحو الدرج على مضض: «أوه، أجل! إذا كانت سيدتي ستعبث بالأشياء فستتناثر الأعشاب بكل تأكيد. لقد بعثرت الكثير منها بالفعل بهذه الطريقة. إذا ما صعدت سيدتي للدور العلوي حتى يأتي الوقت الذي أرتب فيه الأشياء، فسيكون كل شيء في مكانه، لكنني لا أستطيع فعل شيء حين تكون إحدى السيدات هنا؛ حيث يشكلن لي عائقا. يا سام، لا تعطي الطفلة تلك السكرية! سأحطم رأسك. أستأذن منك!» «إنني أطوف بالمطبخ لكي أضع كل شيء في مكانه ولمرة واحدة يا دينا! وأتوقع منك أن تحافظي على كل شيء في مكانه.» وبدأت السيدة أوفيليا العمل، بينما نظرت إليها توبسي وهي تبتسم.
كانت توبسي هي إحدى أطرف أبناء عرقها وأكثرهم سوادا، وحين اشتراها السيد سانت كلير - جزئيا بسبب شعوره بالشفقة تجاهها - من أسيادها القساة وقدمها إلى السيدة أوفيليا، شعرت تلك المرأة الصالحة بأنها مشدوهة حتى كادت تفقد الكلام. كانت الفتاة ترتدي جوالا من أجولة القهوة، وكان شعرها مضفرا بأذيال صغيرة برزت من رأسها وكأنها سنان الرماح، وكان وجهها المليء بالتجاعيد غريب الشكل وكئيبا وكأنه وجه بومة، عدا تلكما العينين المتلألئتين اللعوبتين. أما نظراتها وأسلوبها فكان بهما شيء مخيف، وابتسم السيد سانت كلير حين رأى نظرة الرعب على وجه ابنة عمه حين رأت الطفلة وقال: «توبسي، هذه هي سيدتك الجديدة. فهل ستكونين فتاة مطيعة؟»
قالت توبسي بينما لمعت عيناها الماكرتان: «أجل سيدي.»
قالت السيدة أوفيليا: «والآن يا أوجستين، ما فائدة إحضار هذه الطفلة إلى هنا؟ المنزل يعج بالأطفال السود الآن، ولا يمكنني أن أطأ بقدمي في المطبخ من دون أن أتعثر بأحدهم. إنهم في كل مكان؛ على السلم ويكادون يكونون في السقف. ماذا سأفعل بتلك الفتاة؟»
قال سانت كلير: «أعتقد أنني سآمر بأن تغتسل تلك الفتاة أولا، وسيزول عنها بعض هذا السواد. ثم سأرسل في طلب زي كامل لها، وقد لاحظت نقصا في تكوينها. بعد ذلك، حسنا، كنت دوما ما تريدين أن تعلمي طفلة زنجية كيف تعيش الحياة بالطريقة الصحيحة، فإليك الخامة. يمكنك أن تحاولي معها، أيها المرأة القوية من نيو إنجلاند. وسأترقب النتيجة.»
شعرت السيدة أوفيليا أنه كان يثير غيظها، لكنها ذهبت إلى المطبخ مع توبسي، وحين اغتسلت الفتاة السوداء بيدي العمة دينا القويتين، تم قص شعرها بالمقص وارتدت الفتاة ملابس لائقة لأول مرة في حياتها، وبدأت السيدة أوفيليا في سؤالها.
Página desconocida