كان السيد شيلبي يحاول أن يصيح إليهم بالتوجيهات من النافذة، وكانت السيدة شيلبي في الشرفة العلوية تشاهدهم وتضحك وتبكي، بينما كانت تدعو بأن تحصل إلايزا وطفلها على المزيد من الوقت. وفي الساعة الثانية عشرة تقريبا، كان سام يمتطي ظهر الحصان جيري ويسير بجانبه حصان السيد هالي.
قال الوغد الأسود: «لقد أمسكنا به! ألم أقل لك إننا سنمسك به؟»
غمغم التاجر: «أنتما؟ لولاكما لما حدث كل هذا.»
خرجت السيدة شيلبي إلى الشرفة التحتية وعلى محياها ترتسم ابتسامة لطيفة.
فقالت بنبرة ودية: «ينبغي أن تنتظر يا سيد هالي حتى وقت الغداء، لن نؤخرك طويلا، كما أنه لا بد أنك تشعر بالتعب.»
نظر إليها الرجل بإمعان، لكنها بدت بمظهر بريء تماما، فقال الرجل: «شكرا لك سيدتي؛ أعتقد أنني سأنتظر بالفعل.»
بينما كان كل من آندي وسام آمنين تحت مظلة الحظيرة يتدحرجان على الأرض ويضحكان بسبب نجاحهما.
قال سام: «لن يغادر من هنا قبل الساعة الثانية، وبحلول تلك الساعة لا بد أن تكون ليزي قد قطعت مسافة كبيرة. هيا يا آندي، لنذهب إلى المطبخ. ستحرص سيدتنا على أن نتناول غداء ممتازا هذه المرة.»
الفصل الرابع
عبرت إلايزا حدود المزرعة والأيك والغابة، وسارت على طول الطريق حاملة طفلها بين ذراعيها. كانت كثيرا ما ترافق سيدتها لزيارة أقارب لها في إحدى القرى الصغيرة التي لم تكن تبعد كثيرا عن نهر أوهايو، وكانت تعرف الطريق جيدا. ووفقا لخطة هروبها العاجلة الأولى، فكرت إلايزا في أنها إن استطاعت عبور النهر فستتمكن من الذهاب إلى كندا حيث تعرف أنها ستكون بأمان مع طفلها. كانت تجري طوال الليل وكأنها أحد الأشباح، وقلما كانت تشعر بثقل ابنها الصغير على ذراعيها؛ لكن حين طلع النهار عرفت أنها ينبغي عليها أن تكون حذرة أكثر وألا تثير حولها الشكوك بفعل تعجلها. فعدلت من قلنسوتها وشالها، وأنزلت هاري عن ذراعيها ليمشي بجانبها؛ وحين كانت قدماه الصغيرتان تتعبان، كانت تدحرج أمامه ثمار التفاح وتشجعه على أن يجري خلفها. قطعت مع طفلها أميالا كثيرة بهذه الاستراتيجية، ثم حين وصلا إلى المسارات المليئة بالأشجار، رفعته إلى كتفها وهرعت به باتجاه النهر.
Página desconocida