قالت كلوي: «حسنا أيها العجوز! لماذا لا تهرب معها أيضا؟ هل ستنتظر حتى تحمل في النهر؟ إنني لأفضل الموت على الذهاب في ذلك الاتجاه أبدا! لا يزال هناك وقت أمامك - اهرب مع ليزي - وأنت لديك إذن بالتنقل في أي وقت. هيا، هيئ نفسك وسأعد لك أشياءك.»
رفع توم رأسه ببطء ونظر حوله في حزن لكن في هدوء وقال: «لا، لا. لن أهرب. دعي ليزي تهرب - هذا حقها! لكنك سمعت ما قالته! إذا كان ولا بد أن أباع أنا أو أن يباع كل الأشخاص في هذا المكان ويتدمر كل شيء، فسأختار أن يتم بيعي أنا. كان سيدي دوما ما يجدني وقت حاجته - ولن أخذله أبدا. لم أخن ثقته من قبل قط، ولم أستخدم الإذن بحوزتي بأي طريقة تخالف تعهدي، لن أفعل أبدا. من الأفضل أن أرحل أنا وحدي بدلا من أن يتدمر المكان كله ويباع كل من فيه. لا ينبغي أن نلقي باللوم على سيدنا يا كلوي، كما أنه سيعتني بك وبهؤلاء المساكين.»
هنا استدار توم إلى السرير المهترئ الذي يعج بالأطفال الصغار ذوي الشعر الخشن، وانهار تماما. استند توم إلى ظهر الكرسي وغطى وجهه بيديه الكبيرتين، بينما اهتز الكرسي بفعل نحيبه المرتفع العميق والأجش، وتساقطت الدموع من بين أصابعه على الأرض.
قالت إلايزا بينما وقفت عند الباب: «والآن، لم أر زوجي منذ ظهيرة الأمس، ولم أكن أعرف حينها ما كان سيحصل. لقد أصبح لا يطيق وقد قال لي اليوم بأنه كان سيهرب. حاولوا أن تصلوا إليه وأن تخبروه كيف هربت ولماذا، وأخبروه بأنني سأحاول أن أذهب إلى كندا. وإذا لم أره مرة أخرى، فقولوا له إنني أحبه.» ثم أدارت ظهرها لهم ووقفت لحظة ثم أضافت في صوت أجش: «أخبروه أن يكون صالحا قدر إمكانه، وأن يقابلني في الجنة. واستدعيا الكلب برونو أيضا إلى هنا، وأغلقا الباب عليه، ذلك الكلب المسكين! لا ينبغي له أن يهرب معي!»
وبعد أن قالت بضع كلمات أخيرة، وذرفت بضع دمعات وودعتهم وتمنت لهم أن يباركهم الرب، حملت إلايزا طفلها بين ذراعيها وانطلقت بعيدا.
الفصل الثالث
في صبيحة اليوم التالي تساءلت السيدة شيلبي: «لماذا تأخرت إلايزا هكذا؟! لقد دققت الجرس ثلاث مرات ولا يمكنها سماعي! آندي.» فدخل طفل أسود يحمل مياها للحلاقة للسيد شيلبي «اذهب إلى باب غرفة إلايزا واستدعها.» ثم أضافت في نفسها بينما أطلقت تنهيدة: «آه، أيها الطفل المسكين!»
جاء آندي عبر الردهة يتأتئ من الدهشة وقال: «سيدتي، إن أشياء ليزي مبعثرة في غرفتها ويبدو أنها هربت!»
انتفضت السيدة شيلبي واقفة على قدميها ونظرت إلى زوجها. وصاحت قائلة: «شكرا للرب!» لكن السيد شيلبي غمغم بشيء لم يكن مسموعا وأسرع خارجا من الغرفة.
عج المكان بالكثير من الإثارة، لكن السيدة شيلبي كانت في غرفتها تذرعها جيئة وذهابا وهي تبكي وتدعو أن تتمكن الأم الشابة المسكينة من الهرب بسلام قبل أن يلحق بها هالي على حصانه السريع.
Página desconocida