============================================================
12 يقصر فيه ، فقد رأى بعض الاثمة (صلع) رجلا يأكل من طعامه أكل تقصير فقال : من مودة الرجل لأخيه جودة أكله لطعامه . وإنما نهينا عن الاسراف فى الاكل للشره والرغبة كأكل المنهومين المستأكاين ، فأما من أكل كعادته ومنتهى حاجته فذلك حسن جميل ، فأما الاخذ من الطعام وحمله فذلك ما لا أحسب أن أحدا بجهل عاره وإثمه. فينبغى لمن أكل من [174] طعام أولياء الله أن لا يفعله أكان مباحا أو مدعرا إليه ، وينبغى لزوم الصمت عند الطعام وترك الكلام الا فيما لا بد منه ، وان يحذر الاكل ويتقى سيلان آنفه ودموعه وريقه، فان غلب شيء من ذلك عليه أو بدر منه تناوله تناولا خفيفا بالمنديل درن يده* ويستر ذلك ماقدر عليه، وإن اعترضته سعالة أمسكها ما استطاع فإن لم يقدر على حبسها مال بوجه عن المائدة، وصوب رأسه وستر فاه بالمنديل حى يقضى سعاله ، وكذلك يفعل فى العطاس وما اعتراه من أثر وهو يأكل ، ولا ينظر فى وجوه الآكلين ولا إلى ما يتناولون ، ولا ينبغى أن يناول بعضهم بعضا من الطعام ، ولا أن يحث بعضهم بعضا على الاكل، فإن ذلك من فعل بعض العوام ، ويتقى تلطيخ يليه بالطعام، ولا بأس أن يلعق أصابعه عند فراغه من الطعام ، فقد كان رسول الله صلع يفعل ذلك تعظيما للطعام عن مسحه فى المنديل وإذا رأى أنه انتهى الى حاجته من الطعام ومن معه يأ كلون فلا يرفع يده دونهم، ويتناول الشيء بعد الشيءحتى يرفعوا أيديهم أو أكثرهم فخيلئذ يرفع يده، ويلبغى آن لايشرب [175] الماءقبل كفايته من الطعام ثم يعود إليه، ولكن إذا رفع رآسه ولعق يده قليشرب ، فإن اضطر إلى ذلك قبل فراغه فليمسح يده ثم ليشرب إن شاء ويمود إلى الطعام إن لم يكن قد اكتفى منه وكان أصحابه يأكلون ، وإنا شرب قليسم الله حين يبدأ ويحمدم حين يفرغ ، وكذلك يفعل كلا تنفس فى الشرب ، وإذا عاد إلى الاكل سمى الله ، وإذا فرغ من الاكل حمد الله ودعأ للامام بخير، وتناول بقية مالصق بيده من الطعام ثم مسعها بالمتديل وغسل
Página 123