============================================================
ومن الظاهر دون المستور ، ويدبنى لمن شهد مجلس الإمام أن لا ينازع ولا بمارى فيه ، ولا ينتصف ممن جنى بالغول عليه ، بل يتبغى له أن يتغمد الإساءة، ويعرض عن قائل إن قال له سوما وعرض بذلك له ، وإن تهيأ الجواب له وحضرته الحجة عليه ، إلا أن يأذن الإمام له فى الجواب ويطلق له المناظرة والخطاب ، وإن كان ذلك اقتصر على الحجة ولفظ بالصواب غير طائش فى المقال ولا متثبط فى الجواب والسؤال ولا قائل هجرا ولا معرض له ولا منتصف من قائل إن قال ذلك له ، ويتقى التمطى والتشاؤب وتنقيض الاصابع وحركة الأطراف والجوارح ، وإن عرض له سعال أو عطاس أخفى من ذلك ما استطاع كما يخفيه فى الصلاة، فإن جاء ته نخامة أخفاها كذلك جهده وسترها ، وتناول ذلك فى ثوبه من غير آن يظهر ذلك ولا يستدتيه ولا يفعله إلا بعد أن يغلب عليه ولا يقدر على حبسه . وليكن جلوس [128) من أمره الإمام بالجلوس فى مجلسه مستوفزا فيه غير متمكن فى الجلوس ولا متربع ، ولا بأس أن يقيم رجلا ويضجع أخرى، ويحتبي يديه يمكهما على ركبتيه أو على أحديهما ، ولا يقلق فى جلوسه ولا يكثر الحركة فيه . وإنما نهيتا عن هذا وأشباهه مما ذكرناه لما فى الاتتهاء عنه من تعظيم مجلس الإمام وتوقيره ، لا على أنه حرام فعله ولكنه مكروه وينبغى فى الآداب ترك استعماله . ولا يرى من لم يؤذن له فى الجلوس أنه قصر به ، ولا يحسد من أذن له فيه ، بل يغتبط بثواب قيامه بين يدى إمامه ، ويعلم أن ذلك أعظم لثوابه عند ربه . وينبغى لمن تكلم عند الإمام بكلام أن لا يطرى فيه نفسه، ولا يظهر الاعجاب بما فيه ولا ما كان منه، وإن استحسن الإمام شيئا منه وأطراه فيه أو أثنى بخير عليه فينبغى أن يتعاظم ذلك ويكبره ويكثر الشكر عليه بما قدر على ذلك وأمكنه ويتواضع لذلك ويقال نفسه ويصع ما رفعه الامام منه تواضعا لله وله ويشعر ذلك نفسه، ولا يزهيه ولا يبطره إطراء الإمام له، ويرىويعتقد أن ذلك القول فيه من فضله ونعمه عليه، 681 ب]
Página 115