وقوله: وما أنزل على الملكين ببابل، وقد يكون نفيا لا أن يكون السحر أنزل عليهما وأكذبا لمن نسب السحر من اليهود إليهما، وما أنزل على الملكين فقد يكون في النفي للسحر عنهما في البيان كقوله سبحانه في النفي: وما كفر سليمان، وهاروت وماروت، فقد يقال: إسمان نبطان معروف ذلك فيما يستنبط من اللسان لأن ما روت القرية في لسان النبط هو القرية وواليها وواليها وماروت القرية فيما يرى هو مستخرجها وجانبها، ولو كان من يعلم السحر لكان من المليكة إذا من قد كفروا.
ولما صح قوله سبحانه فيهم: بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم، ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون، وقوله سبحانه: لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملئكة المقربون وقربتهم هي منزلتهم عند الله في الزلفا والمكان وبرأتهم كلهم عند الله من العصيان، ولو كان منهم صلى الله عليهم من عصى بكفر أو غيره لذكره الله بعصيانه، كما ذكر إبليس في تنزيله أما تراه كيف نحاه لمعصيته عنهم، ولم يجعله إذ عصى منهم فقال فيهم: فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني، وذريته فإنما هم أمثاله وقبيله. وفي إبليس وقبيله ما يقول الله سبحانه في تنزيله إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم.
وسألت عمن يسكن في الهواء بين الملائكة والإنس والجن، والإنس فهما كما قال الله: الثقلان فالملائكة صلوات الله عليهم سماويون والإنس كلهم جميعا أرضيون والجن بين السماء والأرض هوائيون.
Página 16