Book of Visits by Shaykh al-Islam Ibn Taymiyyah
كتاب الزيارة من أجوبة شيخ الإسلام ابن تيمية
Editor
سيف الدين الكاتب
Editorial
دار مكتبة الحياة الطباعة والنشر
[القسم على الله بمخلوقاته ممنوع]
وأما الأدعية التي يدعو بها بعض العامة، ويكتبها باعة الحروز(٧٢) من الطرقية(٧٣)، التي فيها: أسألك باحتياط قاف، وهو يوف المخاف، والطور والعرش، والكرسي، وزمزم والمقام، والبلد الحرام. وأمثال هذه الأدعية. فلا يؤثر منها شيء؛ لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابة ولا عن أئمة المسلمين، وليس لأحد أن يقسم بهذه بحال؛ بل قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من كان حالفاً فليحلف بالله، أو ليصمت))(٧٤) وقال ((من حلف بغير الله فقد أشرك))(٧٥) فليس لأحد أن يقسم بالمخلوقات البتة،(٧٦) وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره))(٧٧) لما قال أنس بن النضر: أتكسر ثنية(٧٨) الربيع؟ لا! والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنية الربيع، وكما قال البراء بن مالك: أقسمت عليك أي رب؛ ألا فعلت كذا وكذا))(٧٩) وكلاهما(٨٠) كان ممن يبر الله قسمه.
(٧٢) الحروز: جمع حرز، هو هنا عبارة عن التعاويذ أو الرقى التي يكتبها بعض المشايخ لبعض الناس دفعاً لمكروه أو استجلاباً لمصلحة.
(٧٣) الطرقية: نسبة إلى الطرق الصوفية.
(٧٤) متفق عليه.
(٧٥) رواه الترمذي وحسنه.
(٧٦) البتة: اسم المرة من (بتّ) بتةً: أي قطعاً وبدون رجعة ولا عَوْد. يقال: لا أفعله البتة: أي لا أفعله مطلقاً، ومعناه أني قطعت هذا القول قطعة واحدة لا رجعة فيها ولا تردد، وهو مصدر منصوب بفعل مقدر والتاء للمبالغة.
(٧٧) قوله: لأبرّه: الضمير في الهاء يعود على الله تعالى أي لأبره الله، بمعنى أبرّ قسمه، أي قبله واستجاب له. يقال: أبرّ الله حجّه: أي قبله.
(٧٨) الثنية: واحدة الثنايا، أسنان مقدم الفم، ثنتان من فوق، وثنتان من أسفل.
(٧٩) هو قسم يتضمن معنى الدخول على الله تعالى بالرجاء.
(٨٠) كلاهما: يريد البراء بن مالك وأنس بن الربيع رضي الله عنهما.
46