La insinuación y la expresión indirecta
الكناية والتعريض
أول من كنى عن السؤال خالد بن برمك وكان عبد الله بن شريك النميري صار اليه في جماعة من أهل السوتات يستمحونه وكان الزوار يسمون السؤال فقال خالد انا والله استقبح لهم هذا الاسم وفيهم الاشراف والاجواد ولكنما نسميهم الزوار فقال له عبد الله والله ما ادرى اميرتنا منك أجل أو صلتنا أم تسميتنا وقال في ذلك يزيد بن خالد الكوفي المعروف بابن حبيبات
حذا خالد في جوده حز وبرمك
فمجد له مستطرف وأثيل
وكان بنو الاعدام يعزون قبله
إلى اسم على الاعدام فيه دليل
يسمون بالسؤال في كل موطن
وان كان فيهم نابه وجليل
فسماهم الزوار سترة عليهم
وذلك من فعل الكرام نبيل
وذكر الصولي هذا الخبر لغير خالد باسناد له ان المساور بن النعمان لما ولي كور فارس أتاه الناس فقيل له قد اجتمع سؤالك فقال ما أقبح هذا من اسم هؤلاء الزوار فسموا به من ذلك اليوم وفيه يقول زياد الاعجم
ان المساور أعطي في عطيته
سؤاله أحسن الاسماء للبشر
كانوا يسمون سؤالا فصيرهم
دون البرية زوار ولم يجر
ويقال فلان من أصحاب الجراب والمحراب وفلان من قراء سورة يوسف لان قراء السؤال يستكثرون من قراءتها في الاسواق والمجامع والجوامع لانها أحسن القصص قال محمد بن وهب
لئن كنت بالاشعار والنحو حافظا
لقد كنت من قراء سورة يوسف
ويقال فلان خليفة الخضر إذا كان جوالا في الاسفار جوابا للبلاد في الكديه " وقد " يوصف بهذه الكناية من تكثر نهضاته وتتصل حراكاته وان لغير الاستماحه ورؤي بعضهم يسأل في قرية فقيل له ما تصنع فقال ما صنع موسى والخضر يعني انهما استطعما أهل قرية " وحدثني " نصر بن سهل بن المرزبان قال ولد لابي العيناء ابن فاتاه ابو علي البصير مهنئا له فقال اي وقت فارق امه فقال وقت الصبح عند ضرب الدبادب فقال ابو علي ارجو ان يعرفك الله بركته فما أخطى وقته يريد ان السؤال انما ينتشرون في ذلك الوقت للكديه " ويقال " سأل رجل بعض المتجملين فقال له المسؤل باطننا كظاهرك والبستان كله كرفس يعني انه كهوفي الخصاصة والحاجة الى السؤال " وكتب " بعض البلغاء في اقتضاء ميرة لرجل فلان مقيم على انتظار جوابه وثمرة ايجابه يكنى عن الصلة بثمرة الايجاب وأحسن جدا " وقلت " انا في الكتاب المبهج من جلب در الكلام حلب در الكرام
" فصل في الكناية عن الفقر وسوء الحال "
" يقال " فلان قد لبس شعار الصالحين اي افتقر " ويقال " فلان رقت حاشية حاله وداره تحكى فؤاد ام موسى ويقرء سورة الطارق اي ليس بري فيها سوي السماء والنجوم " ويقال " جاءنا فلان في قميص قد أكل عليه الدهر وشرب وجبة تقرأ إذا السماء انشقت " وفلان " وطاؤه الغبراء وغطاؤه الخضراء إذا كان لا يستتر من الله بشئ " ودخل " بو الحسن محمد بن عبد الله المعروف بابن سكرة حمام موسى ببغداد فسرقت نعله فقال
تكاتفت اللصوص عليه حتى
ليحفى من يسلم به ويعرا
ولم أقصد به ثوبا ولكن
دخلت محمدا وخرجت بشرا
يعنى بشرا الحافي
" فصل في الكناية عن الصفع "
كان أبو هفان يقول انا لا أمزح الا باليدين والوالدين يكنى عن الصفع والشتم ومن أبلغ ما سمعت في الكناية عن الصفع قول اسماعيل السبحي في أبي نواس
ولما تصدى لاعراضنا
ولم يك في عرضه منتقم
كتبنا الهجاء على أخدعيه
بمزدرج من اكف الخدم
ومما استظرف قول ابن لنك في أبي رياش
أصابعه من الحلواء صفر
ولكن الاخادع منه حمر
" وقوله "
لم أقبل فاه لكن
قبلت كفى قفاه
واستحسن قول منصور الفقيه
يا من يراني والبرية
كلها في العلم دونه
صن ما تزر عليه طو
قك ان بدا لك ان تصونه
واستجيد ما أنشدنيه أبو بكر الخوارزمي لبعضهم في انسان وقح صفعان
سلاحه في وجهه
وماله في هامته
فكل ما يملكه
يجمع في عمامته
وما ألطف قول السرى الموصلي في الكناية عن الصفع
قوم إذا حضر الملوك وفودهم
نفضت عمائمهم على الابواب
Página 76