La insinuación y la expresión indirecta

al-Taʿalibi d. 429 AH
11

La insinuación y la expresión indirecta

الكناية والتعريض

فانما حاجتي اليه

حاجة ديك إلى دجاجة

وقد مرت في ابيات لابن المعتز في نهاية الملاحة يشتمل البيت الاخير منها على كناية مستظرفة جدا وهي

وشادن أفسد قلبي

بعد حسن توبته

جاد بجيش الحسن في

عديده وعدته

فماتت التوبة لما

ان بدا من هيبته

وجاء ابليس يهنى

نظري بطلعته

ولم يزل يذكرني

ربي وعفو قدرته

وقال لي ما قبلة

وغيرها في رحمته

وعلى ذكر القبلة فقد أنشدت أبياتا ليونس العروضي فيها كناية لطيفة عما يتبع القبلة وهي

اني من حبك ياسيدي

في خطة هائلة صعبه

وقد أذنت اليوم في قبلة

راعيت فيها حرمة الصحبه

كأنني اذ نلتها خلة

قبلت ركن البيت ذي الحجبه

والركن قد فزت بتقبيله

فكيف لي أن أدخل الكعبه

ومن ظريف الكناية عن القبلة ما أنشدتيه أبو الفضل عبد الله بن أحمد الميكالي لعبد الله بن النجم

شكي اليك ما وجد

من خأته فيك الجلد

حيران لو شئت اهتدى

ظمآن لو شئت ورد

ومن حسن الكناية عن العدول عن مباشرة النسوان إلى مفاخذة الغلمان قول بعضهم

لا أركب البحر ولكنني

أطلب رزق الله في الساحل

وأبدع ما سمعت في معنى الضيق والسعة بأحسن كناية وألطف عبارة ما أنشدنيه أبو نصر أحمد بن اكريد الزنجاني لنفسه في غلامه يوسف

مضى يوسف عنا بتسعين درهما

وعاد وثلت المال في كف يوسف

فكيف يرجي بعد هذا صلاحه

وقد ضاع ثلثا ماله في التصرف

ونظير هذه الحكاية في فحش المعنى وطهارة اللفظ ما أنشدنيه أبو جعفر محمد بن موسى الموسوي قال أنشد محمد بن عيسى الدامغاني ولم يسم قائله

تذكر اذ أرسلته بيدقا

فيك فوا فاني فرزانا

ومن اعارة الشطرنجيين إذا تفرزن بيدق لهم في الرقعة ان يعلموا عليه بما يتميز معه عن سائر البيادق فقد كنى هذا الشاعر عن ذلك الشئ انه دخل وهو نظيف وخرج وهو معلم قذر " ومن " نادر الكناية عن اتيان الغلام ما أنشدنيه القاضي أبو بكر الستي للسرى الموصلي من أبيات

أنخت في حانة أترجة

وحبذا السكر بها من مناخ

يصافح الخمر بها نفسها

ونبذر النسل بها في السباخ

فانظر كيف كنى عن اللواطة بالبذر في سباخ لا ينبت " ومن " مشهور ما يليلق بهذا الفصل قول بعضهم

من كل شيئ قضت نفسي مآربها

الا من الطعن بالقثاء في التين

لا أغرس الدهر الا في مشرفة

ولا يجوز الا تحت سرقين

وأنشدني أبو الفتح البستي لنفسه

أفدى الغزال الذي في النحو كلمني

مناظرا فاجتنبت الشهد من شفته

وأورد الحجيج المقبول شاهدها

محققا ليربني فضل معرفته

ثم افترقنا على رأي رضيت به

فالرفع من صفتي والنصب من صفته

يعني انه كان فاعلا والفاعل مرفوع والغزال مفعولا به منصوب ولابي تمام فيما يقاريه

وكنت أدعوك عبد الله قبل فقد

أصبحت أدعوك زيدا غير محتشم

سمحت جودا بما قد كنت تمنعه

ما كل جود الفتى يدعو إلى الكرم

" وله "

ما كان في المخدع من أمركم

فانه في المسجد الجامع

يا طول فكري فيك من حامل

صحيفة مكسورة الطابع

وأما قول ابن المعتز

وجاءني في قميص الليل مستترا

يستعجل الخطو من خوف ومن حذر

فبت أفرش خدي في الطريق له

ذلا وأسحب أذيالي على الأثر

وكان ما كان مما لست أذكره

فظن خيرا ولا تسأل عن الخبر

فهو كناية عن التصريح: ومثله لعبد الصمد بن المعذل

وإذا هبت النفوس اشتياقا

وتشهى الخليل قرب الخليل

كان ما كان بيننا لا اسمي

ه ولكنه شفاء الغليل

ولبعض أهل العصر والمراد هو البيت الاخير

Página 67