161

امن الأنبياء ما اتفق له ، في كثرة طائعي أمته إجابته ولا في كثرة عصاة أمته دعوته خارجين عن الإجابة . وأطال في ذلك.

ووقال في قوله تعالى: (فمن عفا وأصلح فأجر على الله) [الشورى: 40]: المراد بالإصلاح هنا أن يحسن إلى من كان أساء عليه زيادة على العفو عن ه اولو علم الناس قدر أجرهم عند الله إذا عفوا ما جازى أحد أحدا بإساءة وما كان في العالم إلا عفوا مصلحا ولكن الحجب التي على أعين بصائر غالب الناس كثيفة وليست سوى الأغراض واستعجال التشفي والمؤاخذة، ومن أحسن إلى من أساء إليه فقد أزال ما قام به من الموجب للإساءة ولا شك أن لك محبوب والله يحب المحسنين ولو لم يكن في إحسانه المعبر عن باصلاح سوى حصول حب الله له الذي لا يعدله شيء لكان فيه كفاية في الترغيب فيه لكنه شديد ما كل أحد يقدر على فعله كما أشار إليه قوله تعالى: وما يلقلها إلا النين صبروا) [فصلت: 35]، أي : حبسوا نفوسهم عن مجازاة المسيء بإساءته إساءة. وأطال في ذلك، ثم قال: واعلم أن الملائكة الكتاب الا يكتبون على العبد من أفعال السوء إلا ما يتكلم به وهو قوله تعالى:.

ويلفظ من قول إلا لديه رقيي عتيد) [ق: 18]. وهو الكاتب فهم وإن كانوا علمون ما يفعلون لا يكتبونه.

قلت: يرد على كلامه رضي الله تعالى عنه، قوله تعالى: إنا كنا اتنيخ ما كنت تعملون) [الجائية: 29] . إلا أن يكون الشيخ حمل الاستنساخ اعلى خلاف الكتابة والله أعلم. انتهى فليتأمل ويحرر وقال في الباب الثامن عشر وأربعمائة، في قوله تعالى : (وقالوا قلوبنا فى أكنة مما تدعونا إليه وفي ءاذانا وقر) [فصلت: 25 وفي قوله: كلا بل ران على قلوبهم)) [المطففين: 14]، وقوله تعالى: (أ على قلوي أقفالها) [محمد: 224 وو نحو ذلك : اعلم أن المراد بالكن أن يكون العبد في بيت الطبيعة مشغولا اأمه ما عنده خبر من أبيه الذي هو الروح فلا يزال هذا في ظلمة الكن وهو احجاب الطبيعة المشار إليه بقوله: (ومن بيننا ويينك حجاب) [فصلت: 5] .

ومن كان في حجاب كن وظلمة فلا يسمع كلام دعاة الشرع ولا يفهم، وأما الوقر فهو ثقل الأسباب الدنياوية التي تصرفه عن الاشتغال بما ينفعه في

Página desconocida