158

أخذ الله بأبصار الإنس والجان عن إدراك حياة الجماد إلا من شاء الله تعالى كنحن وأضرابنا، فإنا لا نحتاج إلى دليل في ذلك لكون الحق تعالى قد كشف لنا عن حياتها عينا وأسمعنا تسبيحها ونطقها. قال: وكذلك اندكاك الجبل لما وقع التجلي إنما كان ذلك منه لمعرفته بعظمة الله عز وجل فلولا الما عنده من العظمة لما تدكدك لأن الذوات لا تؤثر في أمثالها ذلك وإنما الي ؤثر في الأشياء معرفتها بقدر من تجلى لها ومنزلته لا غير فالعلم بالمنزلة هو الذي أثر لا الذات التي لها المنزلة الكامنة فيها. قال: وانظر الملك إذا دخل السوق في صورة العامة ومشى بينهم وهم لا يعرفون أنه الملك كيف لا يقوم اله وزن في نفوسهم ثم إذا لقيه في تلك الحالة من يعرفه قامت بنفسه عظمته اوقدره وأثر فيه علمه فاحترمه وتأدب وخضع له فإذا رأى الناس الذين يعرفون قرب ذلك الخاضع من الملك وأن منزلته تعطي أنه لا يظهر منه مثل هذا الفعل إلا مع الملك حارت إليه أبصارهم، وخشعت له أصواتهم، وأوسعوا اله وتبادروا لرؤيته واحترامه فهل آثر فيهم إلا ما قام بهم من العلم فما احترموه حينئذ لصورته لأنها كانت مشهودة لهم حين لم يعلموا أنه الملك الفان كونه ملكا ليس هو عين صورته وإنما هي رتبة نسبة أعطته التحكم في العالم الذي تحت بيعته فتأمل ذلك فإنه نفيس اوقال في الباب السادس والتسعين وثلاثمائة : مراد الحق تعالى من اعباده بجميع ما خلق وأنزل من العلوم أن يجمعهم بذلك عليه ومن أتعب فسه في جميع العلوم من غير أن ينظر في دلالتها على الحق تعالى فإنه المقصود الأعظم، وحجب عن موضع الدلالة التي فيها على الحق حتى علوم الحساب والهندسة والمنطق ونحوها فما منها علم إلا وهو طريق للعلم باله عالى، ولكن أكثر الناس لا ينظر فيه من حيث ذلك الوجه الدال على ال ه فوقع الذم من العارفين على أصحاب هذه العلوم حيث حجبتهم عما فيها من الدلالة. وأطال في ذلك.

ووقال في الباب السابع والتسعين وثلاثمائة : إنما ظهر الشيخ عبد القادر الجيلي بالتصريف في الوجود والتأثير والدعاوى العريضة لأن مشهده من الحق تعالى كان حضرة الاسم الظاهر فأعطاه مقام الصولة والهمة والشطح

Página desconocida