142

فلينظر إلى ما عقد الساحر فيعطي لكل عقدة يحلها بها كانت ما كانت فإن اقص عنها الكلمات بقي عليه من العقد شيء ضرورة فلا يزول السحر الا ابحل جميع العقد والسلام. قال: وهذا من العلوم الإلهية فإن النبي اقال: "إن روح القدس نفث في روعي" ولا يكون النفث إلا ريحا بريق لا بدا امن ذلك حتى يعلم بخلاف النفخ فإنه ريح مجرد. وأطال في ذلك بذكر رائب ووقال: إنما كان حديث النفس مغفورا ما لم تعمل أو تكلم لأن الكلام اععل فيؤاخذ العبد به من حيث ما هو متلفظ به كالغيبة والنميمة، فإنه مؤاخل احسب ما يؤدي إليه ذلك اللفظ وإن كان تلفظ به وله عمل زائد على التلفظ ابه فلم يعمل به فما عليه إلا وزر عين ما تلفظ به فهو مسؤول عند الله من حيث لسانه . قال: ولا يدخل الهم بالشيء في حديث النفس كما توهم إذ الهم بالشيء له حكم آخر في الشرع خلاف حديث النفس ولذلك موطن كمن ايريد في الحرم المكي إلحادا بظلم يذيقه الله من عذاب أليم سواء وقع منه اذ لك الظلم أو لم يقع وأما في غير الحرم المكي فإنه غير مؤاخذ بالهم، وإن الم يفعل ما هم به كتبت له حسنة إذا ترك ذلك من أجل الله خاصة فإن لم اركها من أجل الله لم يكتب له ولا عليه فهذا الفرق بين الحديث النفسي والإرادة التي هي الهم.

قلت: وسيأتي إن شاء الله تعالى في الباب الثاني والعشرين وأربعمائة اقول الشيخ: اعلم أن الله تعالى قد عفا عن جميع الخواطر التي تستقر عندن إلا بمكة لأن الشرع قد ورد أن الله يؤاخذ فيه من يريد فيه بإلحاد بظلم وهذا كان سبب سكنى عبد الله بن عباس بالطائف احتياطا لنفسه فإنه ليس في قوة الإنسان أن يمنع عن قلبه الخواطر فمن لم يخطر له الحق تعالى خاطر سو ف لذلك هو المحفوظ ومن لنا بذلك. قال: وقد أخبرني سليمان الدنبلي على اوجه التحدث بالنعم أن له منذ خمسين سنة ما اخطر الحق تعالى في قلبه اخاطر سوء انتهى . قال : وإنما نكر تعالى الظلم بقوله: "بظلم" ليجتنب من كن مكة جميع الظلم في كبير وصغير، والله أعلم.

وقال في حديث: "انصر أخاك ظالما أو مظلوما" : أما نصرة المظلوم

Página desconocida