132

اوقال في الباب التاسع والخمسين وثلاثمائة في قوله تعالى: يأيها الذين اامنوأ لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء)) [الممتحنة: 1] الآية. اعلم أن الإنسان امجبول على حب من أحسن إليه لأجل إحسانه، وعلى استجلابه الود من أشكاله بالتودد إليهم ولما علم الله أن الإنسان منطو على ما ذكرنا لم يكتف اعالى بقوله: لا تتخذوا عدوى) [الممتحنة: 1] فقط لعلمه أنا لا نقوم في هذا النهي في جانب الحق مقام من يخافه حقا بل زاد تعالى (وعدوكة ليبغضهم إلينا بلل احبتهم التي كانت عندنا ولا يؤثر هوانا على مرضاته تعالى؛ قال: وليس في احقنا ذم في القرآن أعظم من هذا فإنه تعالى لو علم منا أننا نؤثره على هوانا الاكتفى بقوله: {عدوى) وأطال في ذلك.

اوقال في الباب الستين وثلاثمائة في قوله لما قيل له هل رأيت ربك؟ فقال: "انور أنى أراه" : فيه إشارة إلى مباينة نور الحق لسائر الأنوار فلم ييدرك لاندراج نور الإدراك فيه فلذلك لم يدركه مع أن من شأن النور أن ادرك ويدرك به كما أن من شأن الظلمة أن تدرك ولا يدرك بها. قال: وإذا أعظم النور أدرك ولم يدرك به لشدة لطافته ثم إنه لا يكون إدراك قط إلا بنور ممن المدرك لا بد من ذلك عقلا وحسا. وأطال في ذلك.

وقال في قوله تعالى للملائكة: (أنيثونى بأسماء هؤلاء إن كنتم اصدقين) [البقرة: 31] : في هذه الآية توبيخ للملائكة وتقرير كأنه تعالى يقول: ال سبحتموني أو قدستموني بهذه الأسماء حيث قلتم (ونحن نسبح يحمدك ووقدس لك* [البقرة: 30] فزكيتم نفوسكم وجرحتم خليفتي في أرضي ولم يكن بغي لكم ذلك فما قدرتموني حق قدري . قال: فالمراد بالأسماء هنا الأسماء الإلهية الاي استند إليها المشار إليهم بهؤلاء في إيجادهم وأحكامهم، وأطال في ذلك.

وقال: ليس للملك والحيوان والنبات إرادة تتعلق بأمر من الأمور، فهم اع ما فطروا عليه من السجود لله والثناء عليه فشغلهم به لا عنه، وأما الأنسان فله الشغل به وعنه والشغل عنه هو المعبر عنه بالغفلة والنسيان.

وقال في قول أبي يزيد "بطشي أشد": أي: من حيث نفسه الحيوانية وذلك لأنه يبطش بمن لا يخلقه فلا رحمة له فيه والحق تعالى إذا بطش بمن

Página desconocida