Sermón del Libro Esperanzado

Abu Shama d. 665 AH
48

Sermón del Libro Esperanzado

خطبة الكتاب المؤمل للرد إلى الأمر الأول

Editorial

أضواء السلف

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٤هـ - ٢٠٠٣م

Géneros

Usul al-Fiqh
واجتزأ من علم الفقه بحفظ مختصر، ولولا الجاري عليه بسببه لما صبر. ومنهم من صعب عليه أيضا حفظ المختصر [ورفع نفسه عنه]، فنظر في بعض نكت الخلافيين المتأخرين، العارية عن مآخذ الأئمة وفقه المتقدمين، وعد نفسه - لغرابة ما أتى به - من رؤوس العلماء، وهو عند الله تعالى وعند علماء الشريعة من أجهل الجهلاء، قد حرم أنفاس أهل الدين والعلم الفاخر، ورضي مما هم عليه بإطلاق اسم المستدل المناظر. واكتفى من علم العربية بالنظر في مقدمة يزعم أنه يصلح بها لسانه، ويقوى بها عند الجدال جنانه، وصدف عن الكتب النفيسة الكافلة بنفائس هذا الشأن، وعن الاشتغال بعلمي اللغة والبيان، اللذين بهما يفهم الحديث والقرآن. وأما علم أصول الفقه فقد هجر هجرا، فلا تكاد تسمع له ذكرا، إلا بأبحاث خارجة عنه، وإن كانت قد سطرت فيه حتى حسبت أنها منه. فليتدبر ما قلناه طالب العلم، وليتهم نفسه بالتحصيل، فكل علم من هذه العلوم بحر زاخر، ولا يحصل على درره إلا كل سابح غواص ماهر، قد مرت عليه أزمنة في ملازمة الطلب، وطول / النصب والتعب، من التكرار والبحث والشرح والمراجعات، ومذاكرة العلماء وكثرة المطالعات، مع الأهلية التامة من صحة الذهن وحدته، وطول الفكر منه وحسن نيته، فيراجع ما أشكل عليه ويحققه، وإذا عد تنبيه من نبهه على خطئه فائدة منه وشكره عليها فالله يوفقه.

1 / 94