Sermón del Libro Esperanzado

Abu Shama d. 665 AH
42

Sermón del Libro Esperanzado

خطبة الكتاب المؤمل للرد إلى الأمر الأول

Editorial

أضواء السلف

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٤هـ - ٢٠٠٣م

Géneros

Usul al-Fiqh
وكان هارون الرشيد مع محبته للفقه والفقهاء، وميله إلي العلم والعلماء، يكره الجدال في الدين والمراء، ويقول: إنه لخليق أن لا يفتح خيرا. وفي جامع الترمذي عن أبي يمامة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل، ثم تلا رسول الله ﷺ ﴿ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون﴾. قال هذا حديث حسن صحيح. جعلنا الله ربنا من القائمين بحقوق العلم العاملين به، المرتفعين في الدنيا والآخرة بسببه، وأوضح لنا به المحجة، ولا جعله علينا حجة، بل كما كان الفقهاء من السلف الصالح أهل نسك وعبادة، وورع وزهادة، أرادو الله بعلمهم، وصانوا العلم / فصانهم، وتدرعوا من الأعمال الصالحة ما زانهم، ولم يشنهم الحرص على الدنيا وخدمة أهلها، بل أقبلوا على طاعة الله تعالى التي خلقوا من أجلها، فاؤلئك الذين عناهم الإمام الشافعي ﵀ بقوله: ما أحد أورع لخالقه من الفقهاء. وفي رواية: إن لم يكن الفقهاء أولياء الله في الآخرة فما الله ولي.

1 / 88