أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة أرجو بها النجاة في الدار الآخرة. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صاحب الآيات والمعجزات الباهرة. اللهم صل على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه النجوم الزاهرة، وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد، فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى، فإن في تقواه كل خير جزيل. واحذروا أخذه وعقابه فإنه أليم وبيل. عباد الله، ما هذا التكاسل وقد جاء الرحيل؟ وما هذا التغافل وقد وضح السبيل؟ وصار الأمر أوضح من أن يحتاج إلى دليل. أغركم الغَرور بما أبداه من التسويف والتأميل؟ أم عندكم من الله عهد هو بالنجاة والسعادة كفيل؟ أم قد ظننتم حصول السلامة مع الإعراض عن معرفة الحق والدليل؟ ورجوتم نيل الفلاح، وقد هجر فيما بينكم الوحي والتنْزيل؟ هيهات هيهات خلاص الأكثرين، والله مستحيل!
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهَى (وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمّىً (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى﴾ ١. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.
ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل، لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
_________
١ سورة طه آية: ١٢٨-١٢٩-١٣٠.
1 / 16