Khushu' in Prayer in the Light of the Quran and Sunnah
الخشوع في الصلاة في ضوء الكتاب والسنة
Editorial
مطبعة سفير
Ubicación del editor
الرياض
Géneros
المبحث الثاني: الفرق بين خشوع الإيمان وخشوع النفاق
إذا ظهرت آثار الخشوع على الجوارح، ولم يكن في القلب شيء منه، فهذا خشوع النفاق؛ ولهذا قال حذيفة ﵁: «إياكم وخشوع النفاق، فقيل له: وما خشوع النفاق؟ قال: أن ترى الجسد خاشعًا، والقلب ليس بخاشع» (١).
قال الإمام ابن القيم ﵀: «وقال بعض العارفين: حسن أدب الظاهر عنوان أدب الباطن، ورأى بعضهم رجلًا خاشع المنكبين والبدن، فقال: يا فلان، الخشوع ها هنا - وأشار إلى صدره- لا ها هنا- وأشار إلى منكبيه-، ...» (٢)، ورأى عمر بن الخطاب ﵁ رجلًا طأطأ رقبته في الصلاة فقال: «يا صاحب الرقبة، ارفع رقبتك، ليس الخشوع في الرقاب، إنما الخشوع في القلوب» (٣).
ورأت عائشة ﵂ شبابًا يمشون ويتماوتون في مشيتهم، فقالت لأصحابها: من هؤلاء؟ قالوا نُسَّاك (أي عُبَّاد)، فقالت: «كان عمر بن الخطاب إذا مشى أسرع، وإذا قال أسمع، وإذا ضرب أوجع، وإذا أطعم أشبع، وكان هو الناسك حقًّا» (٤).
_________
(١) ذكره ابن القيم في مدارج السالكين، ١/ ٥٢١، وابن رجب في كتاب الخشوع في الصلاة، ص ١٣، وأخرجه الديلمي، في مسند الفردوس، ٢/ ٢٠٤، برقم ٣٠٠٧، وابن عدي، في الكامل في الضعفاء، ٣/ ٤٥٥، ترجمة رقم٨٧١.
(٢) ذكره ابن القيم في: مدارج السالكين، ١/ ٥٢١، والأثر في حلية الأولياء، ١٠/ ٢٣٠، واعتبره صاحب كتاب تكميل النفع، ص ١٢٣غير صحيح نسبته لعمر ﵁.
(٣) مدارج السالكين، ١/ ٥٢١، وأورده صاحب إحياء علوم الدين، ٥/ ٤١.
(٤) مدارج السالكين، ١/ ٥٢١، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح السماوي بتخريج أحاديث القاضي البيضاوي، ٢/ ٩١٦: «وَكَأَنَّهُ أَخذه من الْفَائِق»، وقال العجلوني في كشف الخفاء، ١/ ٤٥٢: «وهو في النهاية والفائق وغيرهما».
1 / 14