Resumen de la historia de Grecia y Roma
خلاصة تاريخ اليونان والرومان
Géneros
بلاد اليونان قطعة صغيرة من الأرض تمتد في البحر المتوسط على مسافة متساوية من آسيا الصغرى إلى الشرق وإيطاليا إلى الغرب، يحدها من الشمال مكدونية التي هي الآن قسم من بلاد الدولة العلية، ويحيط بها البحر من سائر الجهات، والقسم الجنوبي من بلاد اليونان عبارة عن أرخيل؛ أي مجموع جزائر بعضها في غاية الجمال.
وكانت تقسم قديما إلى عدة مقاطعات يحكم كلا منها دولة مستقلة، أهم تلك المقاطعات مقاطعات أثينا وسبارطة وقورنثية وطيبة وإركادية ومكدونية.
وفي كثير من هذه الجزائر مدن عجيبة كمدينة تدعى انتيبارس، وهي مشهورة بمغارة لها تحت الأرض إذا أضيئت بالمصابيح ظهرت أنها قاعة واسعة قائمة على ألف عامود تلمع كالفضة، وبعض جزائر اليونان قد نتأت من وسط البحر بسبب البراكين وبعضها غار فيه.
وفي القسم الجنوبي من اليونان وبين جزائرها الهواء معتدل وتنبت فيها أنواع الفاكهة والتمر، أما في القسم الشمالي فالهواء بارد، فإذا مررت ببلاد اليونان يظهر لك جمال مناظرها فتشاهد عند سواحلها كثيرا من الخلجان الصغيرة والمين، ويخطر لك أن شعب تلك الأنحاء كان ميالا لصناعة الملاحة على أنك لو بحثت الآن لرأيتهم كذلك.
وفي تلك البلاد أحراج وغابات تستحق الاعتبار معظمها من الصنوبر، وأشجار أخرى ذات أخشاب صلبة كالسنديان، هذا في الأقسام العليا منها، أما في الأقسام السفلى فالجوز واللوز كثير، أما البقول فغزيرة، وأخص محصولات تلك البلاد عنب الثعلب (كشمش) والقطن والحرير والصوف والأرز والتبغ والحنطة، أما المعامل فقليلة ومعظمها تشتغل بالقطن والحرير والصوف، وأهم الأثمار الزيتون والعنب والليمون والبرتقال والتين واللوز والتمر والرمان وعنب الثعلب.
اتساع اليونان وأول عمرانها
وبلاد اليونان على اشتهارها وعظم سطوتها التي انتشرت على قسم عظيم من الأرض ليست واسعة، أما حدودها فتختلف باختلاف الأزمان، ولكنها مع كل ذلك لم تتجاوز أربعمائة ميل طولا و150 عرضا. أما سكان اليونان الأصليون فالمشهور أنهم من نسل يافث أصغر أبناء نوح، وأنهم جاءوا إلى تلك الأصقاع عند تبلبل الألسن منذ أربعة آلاف سنة، أما اليونانيون أنفسهم فيظنون أن آباءهم انبثقوا من الأرض، وكيف كان الحال فقد كانوا على جانب من الهمجية يأوون إلى أكواخ حقيرة، ويقتاتون على الحبوب ويكتسون بجلود حيوانات البر.
ويقال عن اليونانيين القدماء الذين عاشوا قبل زمن التاريخ أقوال تقليدية لا بأس من ذكرها بالاختصار؛ لأنها لا تخلو من فائدة، يقولون: إن سيكروبس أحد رجال المصريين هو أول من أدخل التمدن إلى بلاد اليونان، فجاء إليها في عدة من المصريين وأسس مدينة أثينا، وكان ذلك سنة 1556ق.م وبعد ذلك بثلاثين أو أربعين سنة جاء قدمس الفينيقي، وهو من أهل صور وبنى مدينة طيبة، ولهذا الرجل فضل عظيم على اليونانيين؛ لأنه علمهم زراعة العنب واستخدام المعادن واستعمال الحروف الأبجدية.
وجاء أقوام آخرون من أمم مختلفة واستوطنوا أجزاء أخرى من بلاد اليونان، فأصبحت تلك البلاد إذ ذاك مؤلفة من عدة ممالك صغيرة كانت الحروب مستمرة بينها.
ثم عقد اثنتا عشرة من هذه الممالك أو الأيالات معاهدة الصلح؛ فكان نوابهم يجتمعون مرتين في السنة للمفاوضة بما يأول إلى استتباب الراحة في بلادهم، وكانوا يدعون هذا المجتمع مجلس الأمنكتيون، وبواسطة هذا المجلس كانت كل من هذه الأيالات حافظة استقلالها لنفسها من جهة، وكلها يدا واحدة على العدو من جهة أخرى.
Página desconocida