Resumen de la historia de Grecia y Roma
خلاصة تاريخ اليونان والرومان
Géneros
فقتل أنفسا عديدة حتى كانت جثثهم أحيانا تتراكم آكاما على مشهد من الناس، ويقال إنه حكم مرة على امرأة مسكينة بالموت؛ لأنها كانت تندب ابنها ميتا فأصيب طيباريوس أخيرا بعواقب أعماله، فخنقه جنده ولفوه بثياب نومه، وتولى بعده كاليغولا وود لقساوة قلبه أن يكون للشعب الروماني رأس واحد ليقتله بضربة واحدة، ولكنه مات مقتولا بسيف حرسه، وتولى بعده كلوديوس وكان أبله ومات مسموما بيد امرأته، وتولى بعده نيرون وكانت مدة حكمه كلها سفك وقتل، فقتل والدته وامرأته، ويقال: إنه أحرق رومية ليتمتع بمشاهدة لهيبها، فلما كانت المدينة تتلظى باللهيب جلس على قمة أحد الأبراج العالية يضرب على كنارته سرورا، ولكنه أخيرا عزل وحكم عليه بالإعدام ضربا بالعصي فقتل نفسه تخلصا من ذلك.
وتلاه إمبراطوران وهما غلبا وأوثو، فالأول قتله جنده والثاني قتل نفسه، ثم تولى فيتليوس، وهذا كان يسر بزيارة ساحات الحرب واستنشاق روائح الجثث البالية، فلما مل الرومانيون منه جعلوا حبلا في عنقه وجروه إلى أكبر شوارع المدينة وأكثرها ازدحاما وقد تلطخ بالأوحال فقتلوه شر قتلة، وقطعوا رأسه وعلقوه على سنان رمح وألقوا جثته في نهر تيبر.
ونلتمس من القارئ عذرا في الإمساك عن ذكر من بقي من هؤلاء الإمبراطرة؛ لأن القلب لا يزيد بذكرهم إلا توجعا وأسفا، ونرجو أن ينسى القراء ما قد ذكرناه من هذا القبيل أو إذا لم ينسوه فليتذكروا أن تلك الأعمال الشريرة لم تنتج إلا عن نقص في الحاسة الأدبية، وأن الشعب لم يحتمل تلك المظالم إلا لأنه لم يذق طعم الحرية.
المملكة الرومانية الغربية
وقام بين إمبراطرة الرومانيين جماعة صالحون مثل قسباسيان وتيطس وأنطونيوس وماركس وأوريليوس وإسكندر سفيروس وأورليان وديوكليتيان، لكن هؤلاء لم يتولوا تلك الإمبراطورية إلا لسوء حظهم.
وأول إمبراطور اعتنق الديانة المسيحية قسطنطين الأعظم، ابتدأ حكمه سنة 306م، وهو الذي نقل كرسي مملكته من رومية إلى القسطنطينية، وكان المسيحيون إلى ذلك العهد يقاسون أشد الاضطهاد فأمر بالرفق بهم، ثم اعتنق تلك الديانة هو نفسه سنة 311م، ويقال: إن سبب تنصره أنه بينما كان راكبا في مقدمة جيشه رأى في السماء صليبا عظيما مكتوبا عليه «اغلب بهذه العلامة»، ويظن أن هذه الرؤية هي التي أقنعته وحملته على التنصر، ومن ذلك الحين انتعش المسيحيون وأخذت خرافات اليونان والرومان بالاضمحلال، وتحول كثير من الهياكل الوثنية إلى كنائس، وبدلا من السجود إلى تمثال جوبيتر صاروا يسجدون للإله الحقيقي.
وفي سنة 364 بعد الميلاد انقسمت المملكة الرومانية إلى قسمين شرقي وغربي، وجعلوا عاصمة المملكة الشرقية القسطنطينية وكانت تدعى قبلا بيزانتيوم.
أما عاصمة المملكة الغربية فكانت رومية إلا أن هذه المدينة لم تعد في شيء من القوة التي كانت لها قديما، حتى إنها لم تعد تستطيع المدافعة عن نفسها أمام الممالك التي كانت تحت سلطتها؛ فسطا عليها قبائل من البرابرة جاءوا من شمالي أوروبا وفيهم المونيون والغوطيون والفيدانيون وغيرهم، وسنذكر تفاصيل هؤلاء القبائل فيما بعد، أما هنا فنكتفي بأنهم كانوا يحبون الحرب والغزو، ولم يأتوا إيطاليا إلا طمعا بسلب ثروتها والتمتع بأموالها.
وكان أول هؤلاء المفتتحين الشماليين وأشدهم بأسا ملك الغوطيين، ويقال له: العريق، جاء رومية بجيش عظيم وتهددها بالدمار، فخاف الرومانيون ووعدوه بمال كثير يدفعونه فداء عنهم، لكنهم أخلفوا الوعد، فدخل المدينة وأمعن فيها قتلا ونهبا، فأصبحت رومية بعد ستة أيام خرابا صفصفا، وقد قتل فيها ألوف من الناس واحترق قسم عظيم منها، وكان ذلك سنة 410 بعد الميلاد، ثم انسحب العريق منها.
وفي سنة 445 جاء أتيلا زعيم الهونيين مقتديا بالعريق، لكنه مات قبل أن يتم مشروعه فنجت رومية من شره، وفي سنة 476 أصبحت المملكة الرومانية الغربية وفيها رومية بقبضة أودواسر زعيم قبيلة أخرى من قبائل البرابرة الشمالية يقال لها: هرولي، وبقيت في حوزتهم أعواما كثيرة.
Página desconocida