Resumen de la historia de Grecia y Roma
خلاصة تاريخ اليونان والرومان
Géneros
أما داخل المدينة فكان مما يقصر عنه الوصف لفرط الجمال والزخرفة والزينة؛ لأنهم كانوا يسلبون القواد الذين يفتحون المدن الأخرى كل ما يأتون به من تلك المدن من الأمتعة والأموال وسائر الأسلاب، وينفقون ذلك كله في إصلاح رومية، وكان في تلك المدينة أيضا كثير من التماثيل الجميلة اليونانية والمسلات والأعمدة المصرية، وغير ذلك من مصنوعات آسيا، فضلا عن الهياكل ومعظمها من الرخام، والمشاهد العمومية والملاعب والحمامات العمومية والأروقة والأفنية.
وبالاختصار فإن مدينة رومية كانت مدينة مبنية ومزينة بأموال سائر العالم.
الوسائل التي ارتقت بها مملكة رومية
أما أول الوسائل التي استخدمت لتوسيع المملكة الرومانية فهي الفتوحات، فكان القواد الرومانيون يسيرون في عرض الأرض وطولها يفتتحون الممالك ويخضعون الأمم طلبا للمجد واستكثارا للثروة، فيقتلون الناس بغير شفقة وينهبون أموالهم وأراضيهم، ويدخلونهم تحت النير الروماني ولا يراعون الحقوق الإنسانية، فبمثل هذه الوسائل وسع الرومانيون مملكتهم، وعلى مثل هذه الدعائم أقاموها يوم لم يكن ما يمنع القوي عن استعباد الضعيف، نعم إن بعض القواد ورجال المشيخة والقناصل والحكام وبعض الجند قد عاشوا بسبب ذلك في رغد وثروة، ولكن كم من الأنفس التي وقعت في الحزن واليأس والشدة، فكم من الملايين أصيبوا بجروح أليمة، وكم من الملايين فقدوا أصدقاءهم، وكم من الملايين سلبت أموالهم، وكم من الملايين وقعوا تحت ربقة الاستعباد، وكانت سياسة رومية مؤسسة على حب الذات، ولكننا لا ننكر أنه قام بين الرومانيين أناس عرفوا الفضيلة والشهامة، كما قام بين اليونانيين والفرس والمصريين والأمم الأخرى القديمة.
على أن تينك الفضيلة والشهامة مهما كان من شأنهما فإنهما ناقصتان لبعد الناس إذ ذاك عن التعاليم الدينية، ولإغفالهم الآية الذهبية القائلة: «لا تفعل بالآخرين ما لا تريد أن يفعل الآخرون بك.»
ولا يليق بنا ختم هذا الفصل قبل تقرير هذه الحقيقة؛ وهي أن الأمم والممالك التي قامت قديما وتقوم اليوم لا تعرف العدالة الحقيقية والصدق والرحمة ما لم يكن أساس عمرانها أحد الأديان الصحيحة؛ لأنها إذا لم تتخذ ذلك قاعدة تسلط عليها حب الذات وقادها إلى الخراب كما حصل في مملكة رومية.
رومية تحت سلطة الإمبراطرة
بلغت رومية في أيام أوغسطوس قيصر أعلى درجة من الارتقاء، وفي أيامه أيضا ابتدأت بالهبوط؛ لأن حكامها فسدوا فكانت أشبه شيء بشجرة كثيرة الأغصان واسعة الأطراف، ولكنها قائمة على جزع منحور.
تولى رومية بعد موت أوغسطوس 36 إمبراطورا أثناء ثلاثمائة وخمسين سنة، ولكن الذين يستحقون الذكر منهم قليلون؛ لأن معظمهم عاشوا غارقين بالملاهي والترف والظلم والاستبداد.
وتولى رومية بعد أوغسطوس قيصر طيباريوس، وكان إمبراطورا مخيفا قبيح المنظر، وكان أقرع وجسمه مغشى بالجروح، ولم يكن يرضيه شيء، وكان يظن السوء بكل الذين هم حوله ويتهمهم بالسعاية في قتله.
Página desconocida