خطب مختارة
خطب مختارة
Editorial
وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
Número de edición
الثالثة
Año de publicación
١٤٢٣هـ
Ubicación del editor
المملكة العربية السعودية
Géneros
ونظافة ثيابهم، وحلاوة حديثهم، وبواطنهم قبيحة ممتلئة بالكبر والحسد والرياء وسائر الأمراض النفسية: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ [المنافقون: ٤] قد فضحهم الله وهتك أستارهم في سورة براءة وغيرها من سور وآيات القرآن الكريم ليعرف المسلمون حقيقتهم ويحذروهم ويجاهدوهم مع الكفار والمشركين: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ [التوبة: ٧٣]
عباد الله: هذا هو النوع الأول من نوعي النفاق وهذه بعض صفات أهله، والنوع الثاني النفاق الأصغر، وهو النفاق العملي بأن يظهر الإنسان علانية صالحة ويبطن ما يخالفها من الغدر والخيانة. وهو المذكور في الحديث الذي سمعتموه قريِبًا. وهذا النوع وإن كان لا يخرج من الدين بالكلية لكنه طريق إلى النفاق الأكبر فقد يوصل إلى الكفر ويجر إلى الضر. وأصول هذا النفاق ترجع إلى الخصال المذكورة في هذا الحديث التي أحدها الكذب في الحديث: «إذا حدث كذب» والكذب في الحديث يشمل الحديث عن الله ورسوله: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ﴾ [الصف: ٧] وقال ﷺ: «من كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار»، ومن الكذب على الله ورسوله أن يقول هذا حلال وهذا حرام من غير دليل عن الله ورسوله، ويشمل ذلك أيضًا الكذب فيما يخبر به من الأخبار ويحدث به الناس، فمن كان هذا شأنه فقد هبط عن رتبة الصادقين إلى درك الكاذبين وسيجره كذبه هذا إلى الفجور، وسيجره الفجور إلى النار. فلا تتساهلوا في شأن الكذب-
1 / 94