واتصل بخدمة المحمودي، أمير دمشق، ثم قدم بصحبته هاربا من طرابلس الشام، إلى القاهرة، بعد أن عضته حرب الثغور بأنيابها، ووصل إليها سنة اثنتين وثمانماية للهجرة، وبقي فيها حتى توفي الملك المؤيد، حيث تسلط عليه، بعده، جماعة من شعراء عصره، لأنه كان ظنينا بنفسه وبشعره، مزريًا بغيره من الشعراء، فراحوا يقذعون في هجائه، حتى أن أحدهم قال فيه:
زاد ابن حجة بالإسهال من فمه ... وصار يسلح منثورًا ومنظومًا
وظن أن قد تنبا في ترسله ... لو صح ذلك قطعًا كان معصومًا
وما زالوا به يضايقونه، حتى خرج من مصر، عائدًا إلى مسقط رأسه حماة، حيث مات فيها سنة سبع وثلاثين وثمانماية للهجرة، ودفن في تربة باب الجسر.
مؤلفاته:
لابن حجة مجموعة لا بأس بها من المؤلفات، إن دلت على شيء فإنما تدل على سعة اطلاعه وغزارة إنتاجه، وعلى طول باعه في النظم والتأليف.
وقد عد له صاحب الأعلام الكثير من المؤلفات، منها ما هو مطبوع ومنها ما هو مخطوط، نذكر منها:
- خزانة الأدب وغاية الأرب، وهو هذا الكتاب الذي بين أيدينا، وهو عبارة عن شرح المؤلف للبديعية التي كان أنشأها في مدح الرسول الكريم، معارضًا فيها كلًّا من الشيخ صفي الدين الحلي والشيخ عز الدين الموصلي، ملتزمًا فيها بذكر النوع البديعي، وقد طبع طبعة أولى وهذه هي طبعته الثانية.
- ثمرات الأوراق، وهو عبارة عن مجموعة محاضرات، "مطبوع".
- كشاف اللثام عن التورية والاستخدام.
- حديقة زهري "مطبوع".
- قهوة الإنشاء، في مجلدين ضخمين "مخطوط".
- بروق الغيث أو شرح لامية العجم.
- بلوغ المرام من سيرة ابن هشام "مخطوط".
- بلوغ المراد من الحيوان والنبات والجماد.
- الثمرات الشهية من الفواكه الحموية، وهو من النظم "مخطوط".
- تأهيل الغريب "مطبوع".
- أمان الخائفين من أمة سيد المرسلين.
- وله ديوان شعر بديع.
1 / 16