Disagreement of the Nation in Worship and the Doctrine of Ahl al-Sunnah wa'l-Jama'ah
خلاف الأمة في العبادات ومذهب أهل السنة والجماعة
Editor
عثمان جمعة خيرية
Editorial
دار الفاروق
Año de publicación
1410 AH
Ubicación del editor
الطائف
وذكروا نحو هذه الأمور التي وقعت فيها الشبهة والنزاع عند بعض الناس، وجعلوا هذا معارضاً لما تقدم، ليسوِّغوا أن يكون من أمور الدين ما لم ينقل، بل كُتِم لأهواءٍ وأغراض.
• وأما جهة الرأي والتنازع (١) : فإن تنازع العلماء واختلافَهم في صفات العبادات، بل وفي غير ذلك من أمور الدين، صار شبهةً لكثير من أهل الأهواء؛ من الرافضة وغيرهم، وقالوا: إن دين الله واحد، والحقُّ لا يكون في جهتين: ﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ الله لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ [سورة النساء، ٨٢]. فهذا التفرق والاختلاف دليل على انتفاء الحق فيما عليه أهل السنة والجماعة.
ويعبرون عنهم بعباراتٍ، تارة يسمونهم الجمهور، وتارة يسمونهم الحَشَوِيَّة(٢) وتارة يسمونهم العامَّة.
ثم صار أهل الأهواء - لما جعلوا هذا مانعاً من كون الحق فيما عليه أهل السنة والجماعة - كلّ ينتحل سبيلاً من سبل الشيطان.
فالرافضة تنتحل النقل عن أهل البيت لما لا وجود له. وأَصْلُ من وضع ذلك لهم الزنادقة(٣) مثل رئيسهم الأول عبدالله بن سبأ الذي ابتدع لهم الرفض ،
(١) هذا هو الوجه الثاني من أوجه شك كثير من الناس وطعنهم فيما اتفق عليه أهل السنة، وهو النوع الخامس من الفساد بسبب الخلاف، وقد سبق الوجه الأول فيما تقدم من ص (٣٥) إلى هذا الموضع.
(٢) ((الحشوية)) - بفتح الشين وسكونها -: قوم تمسكوا بالظاهر من النصوص وحملوها على التشبيه، وسموا بذلك لأنهم كانوا في حلقة الحسن البصري، فوجدهم يتكلمون كلاماً، فقال: ردوا هؤلاء إلى حشاء الحلقة، فنسبوا إلى حشاء، فهم حشّوية - بفتح الشين -. وقيل: سموا بذلك لأن منهم المجسِّمة، أوهم والجسم حشوٌ، فعلى هذا القياس هم ((حشْوية)) بسكون الشين نسبة إلى ((الحشو)). وفرق الضلالة تنسب أهل السنة إلى الحشو، وهم أولى بهذا اللقب. انظر: ((كشاف اصطلاحات الفنون)) للتهانوي: (١٦٦/٢-١٦٧) وراجع: ((مجموع فتاوى ابن تيمية)): (٦٣/١-٦٧).
(٣) أصل الزندقة هو القول بأزلية العالم، ثم أطلق على كل شاك أو ضال، والمشهور على الألسنة أن الزنديق هو الذي لا يتمسك بشريعة، ويقول بدوام الدهر، والعرب يقولون عن هذا: ملحد، أي: طاعن في الأديان لا يؤمن بالآخرة. وكلمة الزندقة في أصلها ليست عربية الأصل، بل هي فارسية معربة. انظر: ((المعجم الوسيط)): (٤٠٣/١)، ((المصباح المنير)) للفيومي ص(٢٥٦).
44