وجرداء ممراحٍ نبيلٍ حزامها ... طموح كعُود النبعة المتنخَّب
تُنيف إذا اقورَّت من الغزو وانطوت ... بهاد رفيع يقهر الخيلَ سلهب
إذا قيل نهنهها وقد جَدَّ جدُّها ... تبارت كخُذروفِ الوليد المثقَّب
قبائل من حيي غنيّ تواهقتْ ... بها الخيلُ لا عُزْلِ ولا متأشَّبِ
جلبنا من الأعراف أعراف غمرة ... وأعراف لُبَن الخيل يا بُعدَ مَجلَبش
ورادا وحُواّ مشرِفًا حَجَباتُها ... بناتُ حِصانٍ قد تُعولم مُنْجبِ
وكُمتا مُدمّاة كأنُ متونَها ... جرى فوقها واستشعرتْ لونَ مُذهبِ
نزائع مقذورفًا على سَرَواتها ... بما لم تَخالسها الغُزاة وتُسهَب
تباري مراخيها الرياح كأنها ... ضِراء أحست نبأةً من مكلِب
كأن يبيَس الماء فوق مُتونها ... أشاريرُ ملح في مَباءَة مُجرب
وآلْت إلى أجوازها وتقلقلتْ ... قلائدُ في أعناقها لم تُقضَّبِ
إذا هَبَطتْ سهلًا كأن غُبارَها ... بجانبه الأقصى دواخُن تنضُب
كأن رعالَ الخيل لما تبادرتْ ... بَوادي جَراد الردهة المتصوّب
وهَصْنَ الحصى حتى كأن رضاضَه ... ذُرى بَرَدٍ من وابل متحلّب
يبادرن بالركبان كلَّ ثّنية ... جنوحا كفرَّاط القطا المتسرب
أعارضها رَهوًا على متتابع ... شديد القصيرى خارجي مجنب
كأن على أعطافه ثوبَ ماتح ... وان يُلقَ كلبُ بين لحَييه يَذهب
كأن بكتفيه إذا اشتد مُلهبًا ... سَنا ضَرم من عَرفج متلهّب
أزوم على فاس اللجام كأنما ... يرادى به مرقاة جِذع مشذب
على كل منشق نساها طِمرةٍ ... ومنجرد كأنه تيسُ حُلّب
وقيل اقدمي واقدْم وأخْر وأخري ... وها وهلا واضرحْ وقادُ عهاهبي
فرحنّ يُبادرنّ النِهابّ عشَّية ... مُقلَّدة أرساغُها غير خُيَّب
معرقة الألحى تلوح متونها ... يُثرنَ القطا من منقلٍ ثم مَشرَب
وللخيل أيامُ فمن يصطبر لها ... ويعرفْ لها أيامّها الخيرّ تُعقبِ
طوامح بالطَرف الظرابَ إذا بدتْ ... محجلة الأيدي دَمّا كالمخضَّب
وقال عروة بن سنان العبدي - واسم فرسه قدام
وعلى قَدامِ حملُت شكَةَ حازِم ... في الَروع ليس فُؤادُه بمثقَّل
أما إذا ما أقبلْت قمطارةٌ ... كالجذع شّذ بَه نقيَّ المنجَل
أما إذا ما أدبرتْ فنبيلة ... ضخمٌ مكانُ حزامها والمرَكَل
أما إذا ما أعرضت فنعامةٌ ... تذري سنابُكها صِلابَ الجندل
وكأن جاري المزاد موكرٌ ... يُعلى به كَفَلٌ شديدُ الموصِل
وقال عقبة بن مكدم التغلبي
لا تقصيا مَربّط القرحاء منتبذًا ... لعَورةٍ إن ريبَ الدهر مرهوبُ
سجحاء ساهمة الخدين سَلهبَة ... شوهاء ملأ حزام السرج سُرحوب
عار نواهقُها كأنها رَجُلٌ ... مجرد أفلت الأعداءَ مسلوب
ريُح تُباعدني عَدوا وتُلحقُني ... إذا جرت خَذَمٌ منها وشُؤْبُوبُ
فليس يُدركها شيءُ إذا طُلبتْ ... وليس سابَقها في الناس مطلوبُ
كأن حافَرها قَعُب إذا صَفَنَتْ ... من النُضار صليبُ العُود ملبوب
فعُم أرحُ وقاحٌ صائبُ سَلِطٌ ... يشقىَ بسنبكها الصمُّ الصياهيبُ
مُرَكَّبات بأرْساغ لها عَجَرٌ ... لم يُفْنها من يد البَيطارِ تقليبُ
ورُكبة كنَحِيت العُود حادرة ... صمعاءُ سائكة عنها العراقيبُ
كأنما بذُناباها وعَكوتِها ... مِرْطٌ شديدُ سواد اللون غربيبُ
عُريانة الساقِ في أنسائها شَنَجٌ ... وفي قوائمها طولٌ وتَحنيبُ
ظَمأى مفاصلُها والمتنُ مطَّردٌ ... حشر ممر سراةُ الصُّلب مَعْصوبُ
كأن هاديَها جذع إذا اشترفت ... مما تخيره البانون مشذوب
كأن منخرها كير يُشب به ... جمر تنحأ عنه القين مكروب
وقال عقبة التغلبي
ربّ خيل وزَّعتُها كالسعالي ... بذَنوب طُوالة الأقراب
تتقي الأرض في الغبار بخُضرٍ ... سلطات مذكَّرات صِلاب
باقيات على الصياهب سمر ... مطمئنٍ نُسورها لا كواب
ركبت في قوائم عجرات ... سلبِات شديدة الإكراب
1 / 37