Sombra de Fantasía
خيال الظل واللعب والتماثيل المصورة عند العرب
Géneros
كان المتوكل العباسي شديدا على أهل الذمة، ذكر ابن الأثير في حوادث سنة خمس وثلاثين ومئتين أنه ألزمهم بأمور في ملابسهم ومراكبهم، كلبس الطيالسة العسلية، وشد الزنانير، وركوب السروج بالركب الخشب وغير ذلك، وأغربها إلزامهم بأن يجعلوا على أبواب دورهم صور شياطين من خشب مسمرة.
وقد ذكر ذلك في «محاضرة الأوائل» أيضا، كما ذكره القلقشندي في «صبح الأعشى»، غير أنه لم يذكر صور الشياطين.
وروي أن المتوكل أقصى اليهود والنصارى ولم يستعملهم، وأذلهم وخالف بين زيهم وزي المسلمين، كما جعل على أبوابهم الدهان مثال الشياطين. وهي عبارة صريحة بأن هذه الصور كانت مصورة بالدهان، أي ليست تماثيل من خشب .
ولا يبعد أن يكون بعضها صور بالدهان، وبعضها كان تماثيل على ما يظهر.
كما أن المقتدي بأمر الله أجراهم على هذه العادة، بل علق في أعناقهم الجلاجل، ونصب الصور الخشبية على أبوابهم.
تماثيل طيور مغردة
ذكر النويري في «نهاية الأرب» أن من بين ما بناه المتوكل من القصور قصرا يسمى ب «البرج»، قال: «وكان البرج من أحسنها، كان فيه صور عظيمة من الذهب والفضة، وبركة عظيمة غشي ظاهرها وباطنها بصفائح الفضة، وجعل عليها شجرة من ذهب، عليها طيور تصوت وتصفر سماها «طوبى»، وبلغت نفقة هذا القصر ألف ألف دينار وسبعمائة ألف دينار.»
دلفين على بركة المتوكل
كان مما قاله البحتري من قصيدة يصف بها بركة أنشأها المتوكل، وكان بها تمثال دلفين:
لا يبلغ السمك المحصور غايتها
Página desconocida