Pensamientos de un Asno: Memorias Filosóficas y Morales desde la Perspectiva de un Asno
خواطر حمار: مذكرات فلسفية وأخلاقية على لسان حمار
Géneros
فدهش جاك وقال: كيف يمكن يا دادة أن تقولي هذا؟ فإنه ينظر إلي نظرة لطيفة كأنه يريد أن يقبلني.
والحقيقة أن كل واحد منهما كان مصيبا في قوله، وأنا لم أكن مخطئا، فإنني اعتزمت أن أكون طيبا مع جاك وروز وأهل المنزل الذين يكونون طيبين معي، ونويت أن أكون شديدا مسيئا لمن يسيء معاملتي أو يشتمني كما فعلت الدادة.
ولكن هذه الرغبة في الانتقام كانت أخيرا هي السبب فيما حل بي من المصائب، فندمت على التخلق بالحقد وآثرت التسامح.
وكنا نمشي مع الاستمرار في الكلام، حتى وصلنا إلى منزل جدة جاك وروز فتركوني على الباب فوقفت وقفة حمار مهذب، بدون أن أتحرك وبدون أن أتذوق شيئا من الأعشاب والخضرة المحيطة بالمنزل.
ثم عاد جاك بعد دقيقتين ومعه جدته وهو يقول لها: تعالي يا جدتي، انظري كيف ترينه لطيفا، وكيف هو يحبني، لا تصدقي كلام الدادة عنه، وأرجوك أن تصدقيني أنا.
فضحكت الجدة وقالت: سنرى ما يكون من هذا الحمار الشهير، ثم اقتربت مني ولمستني ولاطفتني وأمسكت أذني ووضعت يدها في فمي، فلم يظهر علي ما يجعلها تخاف من أنني أعض يدها، ولم أبتعد عنها.
وقالت الجدة: يظهر أنه لطيف جدا، فكيف قلت يا إميلي إن مظهره يدل على الخبث والمكر؟!
فقال جاك: أليس كذلك يا جدتي؟ هو طيب كثيرا كما رأيت، وإنه يستحق أن نبقيه عندنا. فقالت الجدة: أنا أظن يا عزيزي أنه طيب جدا كما قلت، ولكن كيف نستطيع أن نبقيه عندنا وهو ليس لنا؟ والواجب أن يعاد إلى صاحبه.
فقال جاك: ليس له صاحب يا جدتي.
وكررت هذا القول أخته روز، وقالت: لا شك يا جدتي في أن ليس له صاحب.
Página desconocida