Pensamientos de un Asno: Memorias Filosóficas y Morales desde la Perspectiva de un Asno
خواطر حمار: مذكرات فلسفية وأخلاقية على لسان حمار
Géneros
باولين :
هو في المداليون أيضا، وها هو. (ثم قدمت المداليون.)
الأم :
شعري تخلطينه بشعر الحمار؟! آه، هذا شديد جدا لا أحتمله.
أنت لا تستحقين الهدية التي أهديتها إليك، أتجعلينني في منزلة واحدة مع الحمار، وتعطين الحمار نفس الانعطاف الذي لي عندك؟!
الطفلة وأمها تنتزع منها المداليون وتلقيه على الأرض والحمار يطل على ذلك باكيا.
ثم انتزعت المداليون من يد الطفلة المسكينة ورفعته بيدها فوق رأسها وألقته على الأرض، وباولين مبهوتة، ثم وقفت فوقه وكسرته قطعا صغيرة، وبدون أن تنظر إلى بنتها خرجت من الإصطبل وأغلقت الباب بحدة وعنف.
وخافت باولين من هذا الغضب القاسي، ومكثت برهة لا تتحرك وأجهشت بالبكاء، وألقت نفسها على عنقي وقالت لي: كديشون، كديشون، أنت ترى كيف يعاملونني! هم لا يريدون أن أحبك، ولكنني أحبك على رغمهم، وأكثر منهم، لأنك أنت طيب، وأنت لم تعنفني أبدا، ولم تسبب لي شيئا من الكدر، وأنت تسعى في رضاي كلما خرجت للتنزه، وا أسفاه يا كديشون! وما أشد حزني لأنك لا تستطيع أن تفهم كلامي ولا أن تخاطبني! كم عندي من الكلام الذي أريد أن أقوله لك!
ثم سكتت وألقت نفسها على الأرض، واستمرت تبكي وتنتحب، فتأثرت وحزنت لبكائها، ولكنني لم أستطع أن أعزيها، ولا أن أعرفها أنني فاهم ما تقول.
ووجدت في نفسي غضبا شديدا على هذه الأم التي سببت هذا الحزن لبنتها بحماقة أو بفرط الشفقة، ولو استطعت لأفهمتها مقدار الشجن والأسى الذي جلبته إلى باولين، والضرر الذي أحدثته في صحتها الضعيفة، وفي هذا المزاج الرقيق، ولكنني لا أقدر على الكلام، ولذلك كنت أنظر بعطف شديد الدموع التي تذرفها هذه الطفلة.
Página desconocida