157

Khasais Sayyid Calamin

«خصائص سيد العالمين وما له من المناقب العجائب على جميع الأنبياء عليهم السلام» (مطبوع مع: منهج الإمام جمال الدين السرمري في تقرير العقيدة)

Editor

رسالة ماجستير، قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة - كلية أصول الدين - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

Editorial

(بدون)

Edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Géneros

ظهر فضل محمد ﷺ على أولى العزم من الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين بما تيسر من ذكر فضائلهم وفضائل محمّد ﷺ (لما) (١) قابلنا بينهما، وأنه لم يؤتَ أحد منهم فضيلة إلا وقد أُعطي محمد ﷺ مثلها وأعظم، و[قد] (٢) خُصّ بما لم ينالوا من جنسه شيئًا كما أشرنا إليه وكما ندلّ فيما بعد إن شاء الله تعالى عليه، ونحن نذكر بمشيئة الله تعالى وعونه وحسن توفيقه مما ورد في فضل غيرهم من الأنبياء (وإن كان الفضل للمتقدم، فإن محاسن الأنبياء) (٣) ومعجزاتهم تتوق الأنفس إلى سماعها ونبيّن فضل ما أوتي محمد ﷺ وعليهم على نحو ما تقدم من شأن أولي العزم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
فصل
قال الله تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (٥٦) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا﴾ [مريم: ٥٧ - ٥٨] ولا ريب أنّ منزلة محمد ﷺ من الصّدّيقية والنبوة أعظم [ق ٣٧/و] من منزلة إدريس ﵇، وأمّا رفعته إلى المكان العلي فغيره من الأنبياء رفع إلى أعلى مكانة (٤) كما سيأتي في ذكر المعراج والإسراء، وأن محمّدًا ﷺ علا فوق منزلة إدريس ﵇ وفوق منزلة من هو فوقه، فإنه رفع فوق سبع سموات وفوق سدرة المنتهى،
وطيفَ به في جنة المأوى، بعد أن دنا من ربّه تعالى فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى، ورأى من آيات ربّه الكبرى، والحديث في الصحاح والسنن والمساند وغيرها من السّير وكتب العلم مشهور معروف فقد حصل له في الرفع البَدَني مالم يحصل لملَك مقرّب ولا نبيّ مُرسَل، فأما رفع القدر والمنزلة فقد قال تعالى: ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾ [الشَّرح: ٤] روى أبو سعيد الخدري ﵁ عن رسول الله ﷺ في قوله: ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾ [الشَّرح: ٤] قال:

(١) "لما" ليس في ب.
(٢) "قد" زيادة من ب.
(٣) مابين القوسين ليس في ب.
(٤) في ب "مكانًا".

1 / 441