فضحك المعلم ضحكته المجلجلة وقال: نتآمر على أنفس أثاث البيت!
وكفوا عن الكلام فسمع صوت المعلم زفتة وهو يتحدث في الجانب الآخر من الحلقة ويقول لبعض المستمعين الأغراب بلهجة الناصح: ثلاثة أشياء أشير عليكم بالإكثار من اقتنائها: الذهب والنحاس والسجاد الفارسي، فقيمتها ثابتة، تبيعونها وقت الشدة أو تنتفعون بها في تجهيز البنات.
فقال رجل معهم يدعى المعلم شمبكي: تبا للبنات وللأزواج وللأمهات!
فأومأ عباس شفة إلى المتحدث وقال: أما علمتم بأن حرم المعلم شمبكي هجرت بيته غاضبة؟!
فتأسف الحاضرون، وهنا عادت الست عليات إلى جلستها فسمعت العبارة الأخيرة وقالت: لماذا يا معلم؟ أرجو ألا أكون السبب! - كلا يا ست، زواج ابني سنقر هو السبب، أردت أن يتم في هدوء مراعاة للظروف، وتأبى إلا أن تزفه القيان، فقالت لي بوقاحة: مالك علي وعلى أبنائي حرام، أما هناك فحلال!
فقالت الست عليات ضاحكة: هناك هذه هي أنا!
فاستدرك الرجل يقول مغيظا متأسفا: وقالت لي وهي تشد أطراف بقجة ثيابها: «سأذكرك دائما بأنك الرجل الذي لم يسعدني يوما واحدا من حياتي!» .. اسمعوا يا هوه .. أهذا كلام تقوله عشيرة ثلاثين عاما؟!
فقالت عليات بلهجة الانتقاد المر: تبا لها، وارحمتا لشبابك الذي أنفقته عليها، أصغ إلي يا معلم، كد لها وتزوج من غيرها!
فهز الرجل رأسه وقد ارتسمت شبه ابتسامة على شفتيه ثم قال مغمغما: وهل تبقت في العمر ذخيرة؟ - استغفر الله يا معلم، أنت قد الدنيا.
فقال المعلم نونو متحمسا للفكرة: نعم الرأي إنه لا يؤدب المرأة إلا الزواج بغيرها، وربنا أمر بالزواج من أربع! - أستغفر الله العظيم، لم يأمر الله بذلك ولكنه أباحه على أن نعدل! - ومن قال لك اظلم؟! - صلوا على النبي، أنا رجل عجوز وما من فائدة ترجى! - تزوج على بركة الأقراص الجديدة التي اكتشفها سيد عارف أخيرا!
Página desconocida